ينتظر عشّاق كرة القدم في القارّة الآسيويّة عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم السبت، انطلاق المباراة النهائيّة على كأس آسيا في كرة القدم بين قطر الدولة المضيفة وحاملة اللقب والأردن الحصان الأسود الّذي أسقط أقوى المنتخبات الآسيويّة في طريقه إلى النهائيّ، وفي مقدّمتهم المنتخب العراقيّ ومن ثمّ المنتخب الكوريّ الجنوبيّ ونجومه العالميّين.
وسيكون نهائيّ آسيا نهائيّ عربيّ بامتياز، حيث إنّ بطولة أمم آسيا شهدت في نسخاتها الـ17 السابقة مواجهتين عربيّتين، الأولى في عام 1996 عندما تغلّبت المملكة العربيّة السعوديّة على منتخب دولة الإمارات العربيّة المتّحدة بضربات الجزاء، بعد تعادل سلبيّ في الوقتين الأصليّ والإضافيّ، والثانية في عام 2007 عندما أحرزمنتخب العراق لقبه الوحيد بعد فوزه على المنتخب السعوديّ في النهائيّ بنتيجة 1-0 .
وستحاول قطر الدولة المضيفة أن تصبح خامس منتخب يحتفظ بلقبه في كأس آسيا عندما تلاقي الأردن الباحث بدوره عن لقبه الأوّل في النهائيّ الأوّل له على الإطلاق، وهو النهائيّ المنتظر الّذي سيستضيفه ملعب لوسيل في الدوحة. وقد نجحت أربعة منتخبات حتّى الآن في الاحتفاظ بلقبها وهي كوريا الجنوبية (1956 و1960)، وإيران (1968 و1972 و1976)، والسعوديّة (1984 و1988) واليابان (2000 و2004).
وبعد أدائه الرائع في دور المجموعات، إذ لم يتلقّ "المنتخب العنّابيّ" أيّ هدف في مرماه في الدور الأوّل قبل أن يصطدم في مباراة رائعة مع المنتخب الإيرانيّ في الدور النصف النهائيّ ليطيح به بعد مباراة دراماتيكيّة بنتيجة 3-2، يأمل المنتخب القطريّ من خلال إحراز كأس آسيا في محو الصورة السيّئة الّتي ظهر بها في مونديال 2022 عندما خسر مبارياته الثلاث في دور المجموعات، محقّقًا أسوأ نتيجة لدولة مضيفة في كأس العالم .
وكان ملعب لوسيل قد استضاف نهائيّ كأس العالم الأخيرة الّذي جمع منتخبي الأرجنتين وفرنسا والّذي شهد تتويج منتخب التانغو بطلًا للعالم للمرّة الثالثة بعد عامي 1978 و1986 وتتويج نجم كرة القدم ليونيل ميسي أسطورة في كرة القدم، منضمًّا إلى قافلة عظماء اللعبة الملك بيليه ومارادونا والبرازيليّ رونالدو.
من ناحية أخرى، لم يتوقّع أكثر المتفاءلين من مشجّعي المنتخب الأردنيّ بلوغ النشامى المباراة النهائيّة، قياسًا بالنتائج الّتي سبقت انطلاق البطولة، حيث كانت الترشيحات كلّها لصالح منتخبات اليابان وكوريا الجنوبيّة وبدرجة أقلّ أستراليا وإيران والسعوديّة. إلّا أنّ الأردن فاجأ كلّ مراقبي اللعبة مع اجتيازه دور المجموعات، محقّقًا انتصارًا مدوّيًا على ماليزيا 4-0 وتعادلًا إيجابيًّا مع كوريا 2-2. إنجاز الأردن الأوّل جاء في دور الـ16، عندما تخطّى العراق القويّ بنتيجة 3-2 في مباراة هجوميّة رائعة جدًّا، قبل أن يكلّل منتخب النشامى مفاجآته بإسقاطه العملاق الكوريّ الجنوبيّ في الدور النصف النهائيّ بنتيجة 2-0، ليكتب تاريخًا جديدًا له في كأس آسيا ويحوّل أنظار القارّة الصفراء كلّها نحو العاصمة عمّان في حال فوزه اليوم على قطر بلقبه الأوّل، علمًا أنّ الأردن لم يتمكّن أبدًا قبل هذه البطولة من التأهّل إلى الدور النصف النهائيّ.