بعدما استعرضنا في 4 أيلول 2024 دوري الأبطال في أوروبّا هذا الموسم ومعه البطولتين الوطنيّتين الأقوى أي إنكلترا وإسبانيا المحصورة ألقابها بين أربعة فرق لا غير وهي ليفربول ومانشستر سيتي من إنكلترا وريال مدريد وبرشلونة من إسبانيا، و استعرضنا بشكل مفصّل تفوّق ليفربول ومانشستر سيتي على بقيّة الفرق الإنكليزيّة ومعها فرق البطولات الأوروبّيّة الخمس الكبرى (إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا)، سنستعرض اليوم قوّة الفريقين الآخرين وهما قطبا الكرة الإسبانيّة ريال مدريد وبرشلونة.

فريال مدريد كان وما زال وسيبقى دائمًا الفريق الأبرز في ساحة كرة القدم على صعيد كامل الكرة الأرضيّة. كيف لا، والريال هو صاحب الرقم القياسيّ في عدد ألقاب دوري الأبطال مع 15 لقبًا على بعد مسافة كبيرة جدًّا عن الآخرين، حيث إنّ الثنائيّ خلفه يبعد بأكثر عن النصف وهو الميلان الإيطاليّ مع 7 ألقاب ومن خلفه بايرن ميونيخ وليفربول ولكلّ منهما 6 ألقاب.

كذلك، يحلّق الريال وحيدًا وعاليًا جدًّاعن بقيّة سرب الصدارة لعدد ألقاب الليغا مع 36 لقبًا ومن خلفه برشلونة مع 27 لقبًا والأقرب لهما أتلتيكو مدريد مع 11 لقبًا فقط ومن ثمّ أتلتيكو بلباو مع 8 ألقاب.

فإذا دلّت تلك الأرقام على شيء فهي أنّ ريال مدريد لم يلقّب صدفة بالـ"غالاكتيكوس" في إشارة إلى قوّته الضاربة الدائمة من خلال تشكيلته الّتي تضمّ نجوم العالم.

فريال مدريد ضمّ سابقًا وبتشكيلة واحدة بين أعوام 2000 و2006 كلّاً من الجوهرة البرازيليّة رونالدو دي ليما الّذي قاد البرازيل إلى إحراز كأس العالم في عام 2002، والفرنسيّ زين الدين زيدان والإنكليزيّ دافيد بيكهام الملقّب بالـ"سبايس بوي"، ونجم البرازيل روبرتو كارلوس واللاعب الأفضل في البرتغال لويس فيغو والإسبانيّ راوول غونزاليس .

فمنذ ذلك الوقت، أعاد الريال سيطرته وقبضته على كرة القدم وما زال، حيث جاء من خلفهم الدون كريستيانو رونالدو وسيرجيو راموس وغيرهم من نجوم اللعبة العالميّين ليحصدوا كلّ الألقاب الممكنة تباعًا حتّى أعاد رئيس النادي فلورنتينو بيريز هذا الموسم رسم الـ"غالاكتيكوس" مجدّدًا باستقدام الفرنسيّ كيليان مبابي ليكون إلى جانب كلّ من فينيسيوس جونيور وتود بيلينغهام. وقد شاء القدر أن يكون هؤلاء الثلاثة المرشحين الأقوى لإحراز جائزة الكرة الذهبيّة هذا الموسم.

فالمدرّب كارلو أنشيلوتي انتظر أسبوعين فقط ليضع بصماته على الشكل الجماعيّ لقوّته الضاربة الّتي ستغزو إسبانيا ومنها أوروبّا بكاملها ليطرح السؤال: "هل سيكون في إمكان أحد وقف الريال عن إحراز اللقب؟"

في أوروبّا الفرصة قد تكون متاحة فقط أمام ليفربول أو مانشستر سيتي للأسباب الّتي استعرضناها في 4 أيلول/سبتمبر، أمّا في غسبانيا فيبدو أنّ الفريق الكاتالونيّ لن يستسلم لقدره هذا الموسم، لا بل هو قادر على صدّ قوّة الريال بعدما سحق برشلونة ضيفه فالادوليد بسباعيّة نظيفة فاجأت الوسط الأوروبّيّ وحملت رسالة إلى الريال بأنّ برشلونة بفوزه الكبير 7-0 على فالادوليد جاهز لمنازلة الريال في الكلاسيكو المقبل في 27 تشرين الأوّل.

برشلونة هذا الموسم يضمّ في صفوفه أفضل المواهب الصاعدة وفي مقدّمتها نجم بطولة أمم أوروبّا لامين يامال (17 عامًا فقط) وزميله داني أولمو الّذي انتقل إلى الفريق الكاتالونيّ بعدما قاد المنتخب الإسبانيّ إلى اجتياز فرنسا وإنكلترا تباعًا في نصف نهائيّ ونهائيّ اليورو.

كذلك، يعتمد الفريق الكاتالونيّ على خبرة النجم البولّنديّ روبرت ليفاندوفسكي في خطّ الهجوم وقوّة البرازيليّ الدوليّ رافينيا عبر الأجنحة. أمّا محور قوّة الفريق الكاتالونيّ فهو النجم الإسبانيّ بيدري غونزاليس في خطّ الوسط وهو الّذي تمّ اختياره اللاعب الأفضل في بطولة أمم أوروبّا.

كلّ هذا يؤكّد أنّ جماهير كرة القدم ستعيش موسمًا رائعًا في البطولات الأوروبّيّة بفضل ريال مدريد وبرشلونة وليفربول ومانشستر سيتي كما أنّ باب المفاجآت سيكون مفتوحًا على مصراعيه من خلال أندية الأرسنال وبايرن ميونيخ ولما لا باير ليفركوزن الّذي لم يعرف طعم الخسارة طوال الموسم الماضي في الـ"بوندسليغا".