لم يكتب لكرة القدم اللبنانيّة أن تسجّل خلال مشاركتها في كأس آسيا في قطر تأهّلًا تاريخيًّا إلى دور الـ16، ليكون بمثابة نقلة نوعيّة في سجلّ مشاركاته الآسيويّة، وذلك بعدما خرج منتخب لبنان لكرة القدم من دور المجموعات لنهائيّات كأس آسيا على إثر خسارته أمام طاجيكستان 1-2، وذلك في ختام مباريات المجموعة الأولى .
فعلى ملعب جاسم بن حمد في العاصمة القطريّة الدوحة وأمام نحو 12 ألف مشجّع لبنانيّ جاؤوا من قطر، والإمارات العربيّة المتّحدة والكويت والمملكة العربيّة السعوديّة لدعم لاعبي منتخب الأرز في مباراتهم الحاسمة، قدّم منتخب لبنان عرضًا جيّدًا جدًّا طوال الشوط الأوّل وحتّى الدقيقة 75 من الشوط الثاني قبل أن ينهار في الربع الساعة الأخيرة ليودّع البطولة الآسيويّة من دور المجموعات والّتي لم تعكس نتائج فريق الأرز فيها المستوى الحقيقيّ لأدائه.
فقد شهد لقاء لبنان وطاجيكستان سيناريو دراماتيكيًّا، حيث كانت نقطة التحوّل في اللقاء طرد الحكم العراقيّ مهنّد قاسم مدافع منتخب لبنان قاسم الزين في الدقيقة 56 من عمر المباراة حيث تعقّدت المهمّة على رجال الأرز المتقدّمين بهدف بعد اضطرارهم إلى استكمال ما تبقّى من عمر المباراة بعشرة لاعبين. والرغم من مواجهته منتخبًا قويًّا وسريعًا وقادرًا على الاحتفاظ بالكرة ، خلق لبنان العديد من الفرص منذ الدقائق الأولى، أبرزها في الدقيقة الثامنة بتسديدة قويّة من حسين زين تصدّى لها الحارس روستام ياتيموف، وأخرى لقائد المنتخب حسن معتوق في الدقيقة الثلاثين.
وبعد شوط أوّل كان متكافئًا مع أفضليّة بسيطة للاعبي منتخب الأرز، شهد الشوط الثاني انطلاقة مثاليّة للبنان، إذ بعد دقيقتين فقط على بدايته سجّل لاعب لبنان المحترف في بانكوك باسل جرادي من تسديدة صاروخيّة في الزاوية العليا اليسرى لمرمى طاجيكستان هدف التقدّم للبنان 1-0 وسط فرحة كبيرة للجمهور اللبنانيّ الّذي ملأ المدرّجات.
ولكن بعد طرد قلب دفاع منتخب لبنان قاسم الزين بسبب ارتكابه خطأً قاسيًا على أحد لاعبي طاجيكستان في وسط الملعب، استغلّ المنتخب الطاجيكيّ النقص العدديّ اللبنانيّ فعادل النتيجة في الدقيقة 80 عبر عمر باييف من ركلة حرّة مباشرة، ومن ثمّ سجّل هدف الفوز في الدقيقة 92 برأسيّة ساقطة للبديل نور الدين خارمولوف.
وسنحت للبنانيّين أكثر من فرصة لمعادلة النتيجة، بعدما رمى المدرّب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش بثقله الهجوميّ عبر تبديلات سريعة، فكانت أخطر الفرص لهلال الحلوة المنفرد في الدقيقة 97، لكنّه سدّد إلى جانب المرمى.
ووصف رادولوفيتش في المؤتمر الصحافيّ الّذي أعقب المباراة أداء فريقه بالمثاليّ لمدّة 56 دقيقة، وقال: "لكن بعد حالة الطرد كان من الصعب اللعب بعشرة لاعبين". وأضاف: "أنا فخور باللاعبين وبمجهودهم الكبير، إذ على الرغم من النّقص العدديّ، تمكّن منتخب لبنان من خلق عدد من الفرص. لا أعتقد أنّنا كنّا نستحقّ الخسارة بهذا الشكل، لكن مجريات المباراة وتحديدًا حالة الطرد غيّرت كلّ شيء".
كما أكّد رادولوفيتش أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات على صعيد اللاعبين لمصلحة مواهب شابّة، قائلًا: "إنّ بحثنا هو عن مواهب شابّة وعناصر جديدة تستطيع أن تعطينا ما نطلبه. فترة العمل كانت قصيرة وما قدّمناه هنا من مستوى جيّد في المباريات يدفعني إلى الافتخار، وسنبني عليه للمرحلة المقبلة".
وبهذه النتيجة، حجز المنتخب الطاجيكيّ بطاقته إلى دور الـ16 من المركز الثاني برصيد 4 نقاط خلف قطر الّتي تصدّرت بالعلامة الكاملة (9نقاط) بفوزها في ثالث مبارياتها على الصين 1-0 أيضًا.