لن يكون رالي داكار بنسخة الـ2025 مجرّد الجولة الأبرز ضمن بطولة العالم للراليات الصحراويّة والمحطّة الرياضيّة الأولى الكبرى في الروزنامة الرياضيّة الدوليّة لهذا العام إنّما سيحمل علامة فارقة في الرياضة الميكانيكيّة اللبنانيّة مع إعلان المنظّمين مشاركة البطل اللبنانيّ رفيق عيد ضمن سباق الدرّاجات الناريّة .

فسباق داكار الّذي يعتبر الحدث الأبرز في الرياضة الميكانيكيّة في شهر كانون الثاني/يناير، سيشهد المشاركة الأولى ببطاقة تسجيل لبنانيّة للدرّاج الدوليّ رفيق عيد في فئة الدرّاجات الناريّة، وهو سيكون ضمن عداد فريق "ياماها فانتيك" مع درّاجة "450 سي سي" بقوّة 55 حصانًا.

وقد غادر رفيق عيد لبنان في نهاية الأسبوع الماضي، متّجهًا إلى إمارة دبي للانضمام إلى صفوف فريقه، ومنها إلى المملكة العربيّة السعوديّة مضيفة السباق.

ودخل الدرّاج رفيق عيد سريعًا في جوّ التحضيرات الأخيرة قبل الانطلاق الرسميّ في المغامرة الأصعب في عالم رياضة المحرّكات في سباق رالي داكار، السباق الماراثونيّ الّذي سيمتدّ على مسافة إجماليّة طولها 7706 كيلومترات مقسّمة إلى 12 مرحلة خاصّة مؤلّفة من 5146 كيلومترًا، منها مراحل سيتوجّب فيها اجتياز الكثبان الرمليّة والمناطق الوعرة المليئة بالصعوبات والحواجز الطبيعيّة .

ويمتدّ السباق في رالي داكار من 3 إلى 7 كانون الثاني/يناير الحاليّ في شكل متواصل ومن دون استراحة، حيث سيكون الدرّاج اللبنانيّ رفيق عيد المشارك الأوّل من لبنان والّذي يجري تسجيله ضمن بطاقة صادرة من بلد الأرز .

وسيشارك الدرّاج اللبنانيّ في سباق الدرّاجات الناريّة الّذي يتنافس فيه 148 درّاجًا دوليًّا هم الأفضل في العالم ويمثّلون أبرز الفرق المحترفة في فئتي الدرّاجين والصانعين.

ولن تكون مشاركة الدرّاج اللبنانيّ رفيق عيد في سباق رالي داكار 2025 صدفة أبدًا، فهو اجتاز أشواطًا عدّة وشارك لسنوات أيضًا في أبرز سباقات البطولات الدوليّة والعالميّة في الدرّاجات الناريّة وكلّلها في العام المنصرم 2024، عندما أثبت أنّه من كبار أبطالها عبر احتلاله المركز الثاني في الترتيب العامّ ضمن بطولة العالم للراليات الصحراويّة "باها" لفئة المخضرمين، مستفيدًا من إحرازه المركز الأوّل في جولة سباق الإمارات العربيّة المتّحدة الصحراويّة.

ويعتبر رفيق عيد أنّ "مشاركته في سباق رالي داكار وانضمامه إلى فريق "ياماها" العالميّ، هما بمثابة المكافأة الأبرز الّتي يحصل عليها في الرياضة الميكانيكيّة".

ويؤكّد رفيق عيد أنّ "لا خوف أبدًا من صعوبة السباق بل تركيزه هو على كيفيّة السيطرة على درّاجته في المراحل اليوميّة الّتي تمتدّ لنحو 12 ساعة متواصلة وبالتالي النجاح في التكيّف مع الصعوبة البدنيّة والنفسيّة والإرهاق الجسديّ في ظلّ الطبيعة الجغرافيّة المسيطرة لاجتياز السبعة آلاف كيلومتر واجتياز خطّ النهاية وهو الهدف الحقيقيّ له لكي يرفع العلم اللبنانيّ في خطّ النهاية للمرّة الأولى في تاريخ سباقات رالي داكار".

والمعلوم أنّ رالي داكار المعرو ف سابقًا برالي باريس-داكار هو أشهر سباق في رياضة الراليات الصحراويّة وقد انطلق في عام 1978 من العاصمة الفرنسيّة باريس إلى مدينة داكار عاصمة السنغال، قبل أن ينتقل في عام 2009 إلى أميركا الجنوبيّة بسبب التوتّر الأمنيّ في العديد من المناطق الأفريقيّة الّتي يجتازها السباق، قبل أن يستقرّ منذ عام 2020 في المملكة العربيّة السعوديّة.

ويحظى السباق بتغطية عالميّة واسعة ويستقطب أبرز الصانعين في فئات السيّارات، والدرّاجات الناريّة والشاحنات وتشارك فيه أبرز الأسماء والفرق المحترفة في الرياضة الميكانيكيّة.