يطوي العالم الليلة عام 2024 الّذي شكّل علامة فارقة في تاريخ البشريّة بأحداثه العالميّة على مساحة الكرة الأرضيّة، حيث كانت للرياضة حصّة الأسد فيه من خلال مجرياتها الّتي امتدّت على مدار العام وشهدت حدثين عالميّين هما كأس الأمم الأوروبّيّة في كرة القدم والألعاب الأولمبيّة الصيفيّة باريس 2024 .

فالألعاب الأولمبّيّة في باريس حملت الذكرى المئويّة لاستضافة العاصمة الفرنسيّة ألعابها في عام 1924، فجاءت مختلفة عن سابقاتها، إذ إنّها المرّة الأولى الّتي جرى حفل افتتاحها خارج الملاعب على ضفاف نهر السين وداخل الشوارع التاريخيّة للعاصمة باريس في حدث رياضيّ غير مسبوق شارك فيه 406 دول و10 آلاف و500 رياضيّ في رقم قياسيّ من حيث المشاركة والحضور.

وكان نجم تلك الألعاب الفرنسيّ ليون مارشان الّذي أهدى مدينة الأضواء أربع ميداليّات ذهبيّة في مسابقة السباحة فتحوّل السبّاح الفرنسيّ إلى أسطورة رياضيّة للديوك وسمح للدولة المنظّمة بتحقيق أفضل نتيجة لها في الألعاب، حيث حصدت فرنسا مجموع 16 ميداليّة ذهبيّة و26 فضّيّة و22 برونزيّة بزيادة 31 ميداليّة عن أفضل نتيجة سابقة حقّقتها في ألعاب طوكيو 2021.

من ناحيتها، تبادلت الولايات المتّحدة الأميركيّة والصين السيطرة على ترتيب الصدارة، حيث حقّقت بلاد العمّ سام المركز الأوّل مع 40 ذهبيّة أمام التنّين الصينيّ مع 40 ذهبيّة أيضًا، لكنّ مجموع مختلف الميداليّات كان لمصلحة الولايات المتّحدة الأميركيّة.

من الناحية العربيّة، حقّق العرب أفضل نتيجة لهم في تاريخ مشاركاتهم في الألعاب بحصدهم 7 ميداليّات بلون الذهب أبرزها للاعبة الجمباز الجزائريّة كايليا نمّور بعمر الـ17 عامًا ومواطنتها إيمان الخليف الّتي تحدّت التنمّر والعنصريّة وخطفت ذهبيّة الملاكمة .

أمّا الفريق الأفضل في عام 2024، فكان إسبانيا الّتي خطفت كلّ الضواء في كرة القدم من دون أيّ منازع، إذ حصدت كأس أمم أوروبّا في كرة القدم، بعدما أطاحت بكلّ من فرنسا وإنكلترا في الدورين النصف النهائيّ والنهائيّ، قبل أن يحرز منتخبها أيضًا الميداليّة الذهبيّة في مسابقة كرة القدم في أولمبياد باريس بالتزامن مع إحراز فريق ريال مدريد لقب دوري الأبطال لللمرّة الـ15 في تاريخه برقم غير مسبوق أكّد أنّ إسبانيا عادت إلى قمّة كرة القدم على صعيدي المنتخبات والأندية أيضًا.

وشهد عام 2024 في نهايته وداع أسطورة التنس الماتادور الإسبانيّ رافاييل نادال الّذي أعلن اعتزاله كرة المضرب بعمر الـ39 عامًا، حيث وضع حدًّا لنجاحاته القياسيّة ونهاية لمسيرته الرياضيّة الّتي استمرّت 21 عامًا توجّها بإحرازه 22 لقبًا في بطولات الـ"غراند سلام" منها 14 لقبًا لدورة رولان غاروس، فأطلق على الماتادور الإسبانيّ لقب ملك الملاعب الرمليّة.

كما شهد عام 2024 في أبرز أحداثه العالميّة تتويج باير ليفركوزن بطلًا للدوري الألمانيّ للمرّة الأولى في تاريخه في موسم لم يعرف فيه الخسارة، فدخل باب الأرقام القياسيّة، علمًا أنّ لقبه الأوّل جاء بعد 120 عامًا على تأسيسه.

في كرة السلّة الأميركيّة، عاد بوسطن سلتيكس إلى الأضواء مع إحرازه لقب بطولة الـ NBA بعد فوزه في المباراة النهائيّة على دالاس مافريكس بنتيجة 4-1. وبفوزه بدرع البطولة، يكون بوسطن سلتيكس قد حقّق لقبه الـ18 في تاريخه لينفرد بالرقم القياسيّ كأكثر الفرق تتويجًا في المسابقة عبر تاريخها.

وسجّلت رياضة المحرّكات الـ"فورمولا وان" تتويج سائق الـ"ريد بول" ماكس فيرستابن للمرّة الرابعة على التوالي في مسيرته، كما ودّع بطل العالم سبع مرّات البريطانيّ لويس هاملتون فريق المرسيدس، معلنًا انتقاله إلى أعرق الفرق الفيراري.

يبقى أنّ عام 2024 شهد في نهايته على انهيار فريق مانشستر سيتي الّذي أحرز لقب الدوري الإنكليزيّ 6 مرّات في عهد المدرّب الإسبانيّ بيب غوارديولا، فتعرّض الفريق إلى ستّ خسارات في ثماني مباريات وسط تألّق غير مسبوق لخصمه التاريخيّ ليفربول الّذي فرض سيطرة مطلقة على بطولة هذا الموسم في الـ"بريمير ليغ" بإدارة مدرّبه الجديد الهولّندي أرني سلوت وبقيادة الفرعون المصريّ محمّد صلاح الّذي سجّل إلى اليوم 17 هدفًا في 18 مباراة وأعطى صدارة الترتيب إلى فريقه الـ"ريدز" بفارق كبير عن منافسيه في موسم يعد في حال تابع ليفربول تألّقه بتتويج الفرعون محمّد صلاح بالكرة الذهبيّة، فيكون اللاعب العربيّ الأوّل الّذي يحصل على أشهر جائزة لكرة القدم في العالم.

على صعيد لبنان، كان عام 2024 عامًا تاريخيًّا لفريق الرياضي الّذي أحرز خمسة ألقاب في كرة السلّة أبرزها طبعًا لقب بطولة آسيا في كرة السلّة وبطولة الدوري اللبنانيّ وتمكّن من التأهّل إلى نهائيّات كأس القارّات في كرة السلّة، بينما أكّد منتخب لبنان لكرة السلّة قبل مرحلة كاملة من التصفيات تأهّله إلى نهائيّات كاس آسيا 2025 والّتي ستسضيفها مدينة جدّة في المملكة العربيّة السعوديّة في الصيف المقبل.