ريتا ماريا سعد

في يوم المرأة العالمي، نظم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الـ"UNDP"، بالتعاون مع الإتّحاد الأوروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، معرض فنيّ بعنوان: "صوتكِ  قوتكِ"، حيث جرى عرض لصور فوتوغرافية صاخبة الألّوان ومنحوتات تعبيرية ولوحات تشكيليّة لـ24 فنانة لبنانيّة في "بيت بيروت"-السوديكو، وكان حضور لنساء لبنانيات من مختلف الخلفيات والمجالات احتفاءً بعيدهن العالمي.

وشاركت في الافتتاح الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونشتاين وممثل عن سفارة الولايات المتحدة الأميركية وسفير بعثة الاتحاد الأوروبي رالف طراف، كما حضر ممثلون من المجتمع المدني، وناشطات وناشطون في الحقل العام، وفنانين من مختلف المجالات.

ويهدف المعرض إلى الإحتفال بأعمال اللبنانيات المشاركات على مختلف الصعد، مثل الرسم، التصوير، السيراميك، الموسيقى وغيرها. بالإضافة إلى تحفيزهن على المشاركة في الحياة العامة  من أجل تحقيق التغيير المرجو في لبنان".

واستهل الاحتفال بفقرة موسيقية للعازفة "غنوى نمنم"، ثم كلمة الافتتاح لكل من ممثلي الجهات المنظمة الذين أشادوا بالأعمال الفنيّة المعروضة، وأكدّوا أهمية العمل على تمكين نساء لبنان من الجانب القانوني والتقني، وتحسين ظروف تمثيلهن السياسي، معربين عن قلقهم من انحساره في لبنان الذي كان في طليعة الدول التي أقرّت حقوق المرأة المدنية والسياسية وغيرها، الأمر الذي تجلى في الانتخابات البرلمانية السابقة متمنين عدم حصوله في الانتخابات البلدية المقبلة، كما أشاروا لكونهن معنيين بهذه القضية التي تعدّ من أولويات عمل الجهات الدولية في لبنان.

بعدها عرض مقطع فيديو تناول مطالبات المرأة اللبنانية اليوم في خضم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. فيما أُقيمت جلسة حوارية أدارتها الإعلامية رنيم بو خزام، وشاركت فيها المحامية ورئيسة جمعية نواة للمبادرات القانونيّة "SEEDS" ليال صقر، والتي تناولت في حديثها الأزمات الحقوقية التّي تُعاني منها المرأة اللبنانية بما يتعلق بقوانين الأحوال الشخصيّة وقانون العقوبات، التّي جعلت المرأة مواطنة مرتهنة للأوصياء عليها من الرجال والذكور، كما أكدّت أن انخراط المرأة بالشّأن السّياسيّ حقّ متأصل وبديهي لافتةً إلى أهميته في ظلّ هيمنة الذكور على السياسة.

 وروت رئيسة لجان أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد الحلواني، تجربتها كامرأة عاشت معاناة الحرب الأهلية التي فقدت فيها زوجها، ومن موقعها كأمّ لطفلين اثنين، اضطرت لمواجهة تبعات فقدان الزوج في نظام ديني فجّ لصالح الأب، بالاضافة الى نظام أحوال شخصيّة منعها من تربية أطفالها بحرّيّة، ورحلتها في النضال لتحسين ظروف لجان أهالي المفقودين والمخطوفين.

لتعود وتروي الناشطة والمرشحة السّابقة في الانتخابات البلدية أمل الشريف سيرتها كإمرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة والتمييز الذي تعرضت له، مشيرةً إلى أن إعاقتها لم تحل دون قيامها بعملها كمصممة غرافيكية، متناولةً تجربتها في الإنخراط بالعمل السّياسي ترشّحاً للانتخابات البلدية السابقة عن لائحة "بيروت مدينتي" كامرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما شدّدت على أهمية تكريس المناصفة بين الرجل والمرأة في التمثيل السياسي وحق المرأة بتقديم ما لديها بحرّيّة.

أخيراً أشارت رئيسة جمعيّة "Fifty -Fifty" جويل بو فرحات، إلى أن المرأة اللبنانية بحاجة لتعزيز دورها في وضع القوانين، معربةً عن قلقها من التمثيل المحدود "1.9 بالمئة من المخاتير- 8 مقاعد نيابية- 600 من أصل 12000 منصب بلدي"، متمنيةً عدم تكرار هذه الأرقام في الانتخابات البلدية المقبلة. كذلك، اعتبرت بو فرحات أن التمثيل النسائي هو المدخل الأول للدولة المدنية المرجوة.