تتّجه أنظار القارّة الآسيويّة في شكل عام ولبنان في شكل خاصّ إلى مباراة لبنان وطاجيكستان في الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة الأولى من نهائيّات كأس آسيا لكرة القدم.
وستكون مباراة منتخب الأرز عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم الاثنين حاسمة أمام خصمه طاجيكستان، حيث إنّ لا بديل أمام شباب الأرز عن الفوز ضمن سعيه للتأهّل إلى دور الـ16 للمرّة الأولى في تاريخه، علمًا أنّ لبنان حصل على نقطته الأولى في المواجهة الماضية أمام الصين الّتي تملك نقطتين من تعادلين مع طاجيكستان ولبنان، والّتي ستواجه قطر، وفي توقيت مباراة لبنان وطاجيكستان نفسه، وهي المتأهّلة بعدما جمعت 6 نقاط بتحقيقها انتصارين متتاليين.
وكان منتخب لبنان قد ظهر بصورة مميّزة جدًّا أمام التنّين الصينيّ بعد الأداء اللافت الّذي قدّمه "رجال الأرز" ضدّ الصين، حيث عاندهم الحظّ في عدم ترجمة الفرص العديدة الّتي سنحت لمهاجمي المنتخب اللبنانيّ إلى أهداف. من هنا، ركّز المدير الفنّيّ المونتينغريّ ميودراغ رادولوفيتش في المؤتمر الصحافيّ عشية اللقاء على ضورة أن يتمكّن لاعبو الفريق اللبنانيّ من عدم إفراطهم بالفرص أمام مرمى طاجيكستان، قائلًا: "كرة القدم تكافئ العمل الجدّيّ. غدًا مباراة كبيرة وحاسمة بالنسبة إلينا أمام عدد كبير من جمهورنا، وأؤمن بأنّنا سنكون كلّنا فرحين في نهاية المواجهة". وأضاف: "عملنا بجدّ على تعزيز فعاليّتنا لنحدث الفارق أمام منتخب لم يسجّل حتّى الآن أيضًا. أنا أثق بأنّ للّاعبين قدرة على فكّ الصيام التهديفيّ يوم غد".
وستكون مهمّة تسجيل أهداف من جهة شباب الأرز مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى لبنان، لكن من دون إهمال الواجب الدفاعيّ، بحسب ما أكّده أيضًا مدرّب منتخب لبنان رادولوفيتش، إذ إنّ منتخب طاجيكستان يملك بدوره مجموعة لاعبين مميّزين أغلبهم من الشباب، متوسّط أعمارهم لا يتخطّى الـ28 عامًا، والعدد الأكبر منهم محترف في روسيا وأوزبكستان وإيران.
وسيعتمد لبنان في شكل أساسيّ على الحماس الكبير للاعبيه المصرّين على التأهّل، وعلى جمهور كبير ينتظر أن يملأ مدرّجات ملعب جاسم بن حمد في نادي السدّ، حيث أصبح الحصول على تذاكر الدخول عملة نادرة. وأكّد المدافع خليل خميس في المؤتمر الصحافيّ أهمّيّة مواكبة المشجّعين اللبنانيّين في الدوحة، قائلاً: "أشكرهم جميعاً، وهم سيكونون دافعاً لنا في مباراة الغد، ونحن نريد التأهّل لإسعاد جمهورنا المتواجد هنا وأيضاً في لبنان".
وفي خضمّ الاستعدادات للمباراة الأهمّ، تعرّض المنتخب اللبنانيّ إلى نكسة جديدة، حيث انضمّ المهاجم حسن "سوني" سعد إلى لائحة الغائبين عن التشكيلة الّتي افتقدت أيضاً للاعب الوسط جهاد أيّوب منذ بداية البطولة، والّتي خسرت المدافع نور منصور في مطلع المباراة أمام الصين، وقبله فيليكس ملكي الّذي اضطرّ إلى مغادرة المعسكر بسبب الإصابة أيضًا.
لكن على الرغم من هذه النكسة، تبدو المعنويّات مرتفعة بين اللاعبين اللبنانيّين بإهداء لبنان بطاقة التأهّل إلى دور الـ16 والّذي سيكون بمثابة بوّابة عبور لوطن الأرز من مرحلة إلى مرحلة متقدّمة جديدة على المستوى القارّيّ والعالميّ.