لم يكن المؤتمر الصحافيّ الّذي دعا إليه باريس سان جيرمان، ليل الأربعاء، مُجرّد مناسبة لإعلان الفريق الباريسيّ تعاقده مع المدرّب الثعلب لويس أنريكي لترؤس الجهاز الفنّيّ لفريق العاصمة الفرنسيّة، بل كان الهدف الحقيقيّ وراءه، شنّ باريس سان جيرمان هجمة غير مسبوقة على نجمه وقائد منتخب فرنسا اللاعب كيليان مبابي.
فخلال المؤتمر المشترك بين رئيس نادي باريس سان جيرمان القطريّ ناصر الخليفة وبين أنريكه، قصد الخليفة توجيه تحذير مبطّن إلى لاعبه مبابي بالطريقة نفسها التي فاجأ بها هدّاف الديوك (مبابي) فريقه قبل شهر من اليوم، إنّما بنبرة أعلى.
فما هو مؤكّد أنّ الخليفة وفريق عمله خطّطا بشكل دقيق لتلك اللحظة الّتي أطلق فيها الإداريّ القطريّ عبارة كانت كفيلة بأن تُحدث زلزالاً إعلاميّاً انتشر بلحظة واحدة على كامل الكرة الأرضيّة. فقد خيَّر الخليفة، مبابي بين تجديد عقده عاماً إضافيّاً أو الرحيل عن صفوف النادي. وقال حرفيّاً: "يتعيّن على مبابي توقيع عقد جديد إذا أراد البقاء مع الفريق في الموسم المقبل". وهذا ما اعتبر رداً صاعقاً على ما أعلنه المهاجم الفرنسيّ الدوليّ قبل شهر من اليوم حيال حديثه عن عدم رغبته بتفعيل خيار التمديد لعام إضافيّ، ممّا يعني أنّ مبابي سيكون لاعباً حرّاً في شهر كانون الثاني المقبل.
وأضاف الخليفة: "لا يمكننا السماح برحيل أحد أفضل اللاعبين في العالم بشكل حرّ. هذا واضح ونهائيّ". فالمعروف أنّ مهاجم منتخب فرنسا يرتبط بعقد مع الفريق الباريسيّ حتّى نهاية العام 2024، وفي حال لم يوقّع على عقد جديد، فإنّ بطل الدوري الفرنسيّ يخاطر بفقدانه صفقة أغلى لاعب في العالم بشكل مجّانيّ، فيكون الفريق الفرنسيّ قد خسر أهمّ ورقة انتقال في العالم .
وكان كيليان مبابي قد انضمّ إلى باريس سان جرمان على سبيل الإعارة لمدّة موسم واحد من موناكو في آب 2017، وتحوّلت الإعارة إلى صفقة دائمة بقيمة مئتي مليون دولار أميركيّ. ومن المتوقّع في حال رفض مبابي تمديد عقده مع الفريق الباريسيّ لعام واحد على الأقلّ، أن يرحل إلى فريق العاصمة الإسبانيّة ريال مدريد، حيث إنّ الفريق الملكيّ قد فرش له الورود لكي يحصل على توقيعه، خصوصاً وأنّ الفريق الإسبانيّ يحاول أن يملأ فراغ هدّافه الفرنسيّ كريم بنزيما بتوقيع صفقة القرن عبر تعاقده مع النجم الفرنسيّ، وسيتحوّل عندها فريق العاصمة الإسبانيّة إلى قوّة ضاربة من رابع المستحيلات لأيّ فريق في العالم إسقاطه في أيّ بطولة سيشارك فيها إن كان في إسبانيا أو حتّى في أوروبّا.
ويبقى انتظار عامل الوقت لمعرفة من سيخرج فائزاً في الكباش بين أعرق نادي في العالم وأبرزهدّاف حاليّاً في كرة القدم.