تعد CMN NAVAL، المجموعة الفرنسية ذات الإرث العريق، واحدة من أبرز الجهات المصنّعة للسفن العسكرية، إذ تقدّم خدماتها إلى نحو 50 دولة في أنحاء العالم. وهي ملتزمة الابتكار التكنولوجي والاستدامة، منذ أن أصبحت لاعبًا رئيسيًا في صناعة السفن العالمية، مع طموحات واضحة إلى تعزيز مكانتها.
خلال ثلاثة عقود فقط، تحوّلت شركة ميكانيكية صغيرة في نورماندي إلى مجموعة متعددة التخصصات توفر سفنًا عسكرية لجيوش وحكومات في أنحاء العالم. تأسست CMN NAVAL في عام 1946 في شيربورغ، وكادت تختفي في تسعينيات القرن الماضي، إلّا أنّ رجل الأعمال الفرنسي-اللبناني الكبير إسكندر أديب صفا أنقذها حين اشتراها، محافظًا بذلك على أكثر من 400 وظيفة أصبح عددها، اليوم، 1500.
حاليًا، تواصل الشركة السير على النهج الذي بدأته في القرن الماضي، إذ يطمح أكرم صفا، المساهم وسفير المجموعة، إلى "دفع التكنولوجيا البحرية إلى الأمام وتحقيق الريادة العالمية مع التركيز على الاستدامة".
برغم توسّع المجموعة في أنشطتها على مرّ السنين، من خلال استحواذها على أحواض بناء السفن مثل German Naval Yards في ألمانيا، وIsherwoods في المملكة المتحدة، فهي تحافظ على هويتها الفرنسية بتصميم سفنها وتصنيعها في نورماندي، ثم بتصديرها إلى الأسواق العالمية.
في طليعة التكنولوجيا البحرية العسكرية
تجمع CMN NAVAL بين نموذج عمل محلي وعائلي ورؤية عالمية بامتياز. تنتشر أنشطتها في 21 دولة، وقد تعاونت مع أكثر من 50 دولة مسلمةً إياها نحو 3500 سفينة عسكرية، بدءًا من قوارب الاعتراض السريعة، والبالغ طول القارب منها 10 أمتار وصولًا إلى الفرقاطات العملاقة، البالغ طول الواحدة منها 160 مترًا.
من أبرز إنجازات الشركة، أنها سلّمت إلى البحرية الألمانية ست فرقاطات كبرى، هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى بناء سبع كورفيتات متقدمة للبحرية الفرنسية وتصميم 58 قاربًا اعتراضيًا للمملكة العربية السعودية، صٰنع 20 منها داخل أراضيها. وعلّق أكرم صفا على هذا الأمر: "إنّه إنجاز عالمي غير مسبوق".
تُصمم سفن المجموعة وفقًا لمجموعة متنوعة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والتنظيمية، مع التأكيد على الحيادية السياسية. يقول أكرم صفا: "يتطوّر قطاع التكنولوجيا العسكرية يوميًا، لذا من الضروري البقاء متصلين به دائمًا لمواكبة الابتكار". كذلك يخطط لتطوير حاضنة تكنولوجية فرنسية لجعل فرنسا مركزًا عالميًا لتكنولوجيا الدفاع.
الاستدامة: رمز الابتكار
بينما تسعى CMN NAVAL نحو التميز والابتكار، لم تغفل عن القضايا البيئية. فقد صممت المجموعة سفينة "Tara Polar Station" بالتعاون مع مؤسسة تارا أوشن وبتمويل من الحكومة الفرنسية. صُمّمت هذه السفينة لاستكشاف المناطق القطبية وتحمّل الظروف القاسية في القطبين الشمالي والجنوبي، بهدف دراسة تأثيرات التغير المناخي. قال أكرم صفا: "هذا المشروع يعكس التزامنا الابتكار والاستدامة".
علاوة على ذلك، استحوذت المجموعة على شركة Hydroquest الرائدة عالميًا في مجال الطاقة البحرية، والتي تخطط لتوفير طاقة خضراء لفرنسا واستيلاد 6,000 وظيفة جديدة على المستوى الوطني.
بفضل رؤيتها الطموحة ومشاريعها المبتكرة، تتطلع CMN NAVAL إلى أن تصبح واحدة من أكبر خمس شركات لبناء السفن في العالم في عام 2030، مع تعزيز التزامها الاستدامة عبر مشاريع مثل Hydroquest.