لم يعد أمام منتخب الأرز في كرة السلّة سوى إحراز الفوز على منتخب سوريا بعد غد الاثنين لحجز أولى بطاقات التأهّل إلى نهائيّات كأس آسيا – جدّة 2025، وذلك من دون الحاجة إلى حسابات النافذة الثالثة والأخيرة من التصفيات الّتي ستُجرى في نهاية شهر شباط المقبل.

فعلى الرغم من توقّف عجلة كرة السلّة اللبنانيّة وعدم انطلاق بطولة الدرجة الأولى لموسم 2024/2025 وابتعاد اللاعبين عن الملاعب لنحو ثلاثة أشهر كاملة بسبب العدوان الإسرائيليّ على لبنان، فقد أظهر منتخب لبنان في دبي خلال الجولة الأولى من نافذة تصفيات كأس آسيا في كرة السلّة أنّه ما زال يتمتّع بتفوّق كبير جدًّا على المنتخبات العربيّة والآسيويّة عبر تحقيق فوز سهل على مضيفه منتخب الإمارات بنتيجة نهائيّة 99-77 في لقاء أطبق عليه شباب الأرز بشكل كامل من بدايته وحتّى نهايته.


وقد جاء فوز منتخب لبنان على مضيفه الإماراتيّ بفارق 22 نقطة ضمن المباراة الأولى من النافذة الثانية في المجموعة السادسة، والّتي تضمّ لبنان إلى جانب كلّ من سوريا والإمارات العربيّة والمتّحدة والبحرين، في اللقاء الحاشد الّذي أقيم مساء الجمعة في نادي شباب الأهلي في دبي .

وبفوزه على الإمارات بنتيجة 99-77، يكون منتخب لبنان قد أحرز فوزه الثالث في التصفيات في ثلاث مباريات ومن دون خسارة، وواصل تصدّره للمجموعة السادسة  منفردًا بـ6 نقاط أمام منتخب البحرين الّذي فاز في الوقت نفسه في المنامة على المنتخب السوريّ بنتيجة 76-71 ليحتلّ المركز الثاني مع فوزين وخسارة واحدة ومجموع خمس نقاط، بينما جاء المنتخب السوريّ في المركز الثالث مع فوز واحد وخسارتين ومجموع أربع نقاط والمنتخب الإماراتيّ في المركز الرابع والأخير مع ثلاث خسارات ومن دون أيّ انتصار ومجموع ثلاث نقاط.

وجاء فوز لبنان (المركز 28 عالميًّا والخامس آسيويًّا) على الإمارات العربيّة المتّحدة (المركز 113 عالميًّا و25 قارّيًّا) أمام جمهور كبير، خصوصًا من الجالية اللبنانيّة الّتي حضرت بكثافة المباراة، وبمثابة هديّة لوطن الأرز ولأبنائه في عيد الاستقلال الـ81، في ظلّ الظروف الصعبة الّتي يمرّ به لبنان.

واستحقّ منتخب لبنان الفوز بقيادة المدرّب الصربيّ ميودراغ بيريسيتش، إذ كان هو الطرف الأقوى، ففرض إيقاعه وأطبق كلّيًّا على أجواء اللقاء منذ البداية بفضل اللعب الجماعيّ وتألّق لاعبي وطن الأرز هجومًا ودفاعًا. وبعدما انتهى الربع الأوّل لمصلحة لبنان (26-20)، استمرّت سيطرة المنتخب اللبنانيّ على السلّة الإماراتيّة وسط  انكفاء الدفاع الإماراتيّ لينتهي الربع الثاني والجزء الأوّل من المباراة لبنانيًّا (48-35). وفي الربع الثالث، سيطر لبنان سيطرة تامّة وأنهاه 78-54، بعد تسديدات ناجحة من كلّ الأعيرة والمسافات. وفي الربع الرابع والأخير، واصل لبنان ضغطه لتنتهي المباراة بفوز كبير للبنان بنتيجة 99-77.


إشارة إلى أنّ الجهاز الفنّيّ لمنتخب لبنان أشرك اللاعبين الاثني عشر خلال اللقاء، وهو اللقاء الأوّل للبنان في أيّ لقاء له ضمن تصفيات كأس آسيا أو بطولة العالم لكرة السلّة يكون فيه منتخب الأرز مكتمل الصفوف تمامًا بكامل نجومه و باللاعب المجنّس المحترف أومري سبيلمان، وذلك في دلالة كبيرة على مدى إصرار اللاعبين على إعطاء أفضل صورة عن كرة السلّة اللبنانيّة في ظلّ الظروف المأساويّة الّتي تعصف بلبنان والّتي أدّت إلى شلل كامل للرياضة اللبنانيّة.

وفي ما يلي تشكيلة المنتخب اللبنانيّ مع المسجّلين: علي مزهر (4 نقاط) - أمير سعود (11 نقطة) - جاد خليل (5 نقاط) - كريم زينون (نقطتان) - سيرجيو درويش (15 نقطة) - علي منصور (6 نقاط) - هايك كوكجيان (نقطتان) - وائل عرقجي (16 نقطة) - كريم عزّ الدين (7 نقاط) - علي حيدر (12 نقطة) - أومري سبيلمان (19 نقطة) وجيرار حديديان   .

وسيلتقي لبنان نظيره السوريّ ضمن المباراة الثانية من النافذة الثانية عند  الساعة الرابعة من بعد ظهر الاثنين المقبل 25 تشرين الثاني بتوقيت بيروت في دبي أيضًا. وفي حال فوز لبنان، يضمن تأهّله باكرًا إلى نهائيّات كأس آسيا الّتي ستستضيفها مدينة جدّة في صيف عام 2025،  قبل خوضه مباريات النافذة الثالثة في شباط المقبل.

وفي لمحة تاريخيّة، صعد منتخب لبنان إلى منصّة التتويج أربع مرّات في بطولة الأمم الآسيويّة وحلّ في مركز الوصيف في أعوام 2001 و2005 و2007 و2022 وشارك في بطولة آسيا ثماني مرّات، بينما شارك منتخب الإمارات العربيّة المتّحدة 7 مرّات في كأس آسيا ولم يصعد إلى منصّة التتويج أبدًا.