شاء القدر أن تكون مشاركة سيّدات لبنان وشبابه في بطولتي العالم وآسيا لمنتخبات النخبة في آن معاً وإنّما في اتّجاه معاكس تماماً.

فسيّدات لبنان خضنَّ بطولة النخبة في أستراليا مع أقوى منتخبات العالم على الإطلاق بهدف البقاء في نادي النخبة الثمانية، بينما خاض منتخب الشباب لما دون الـ19 سنة بطولة العالم في السلّة لتلك الفئة بهدف تقديم صورة جيّدة لمستوى لبنان في بطولات الفئة العمريّة .

وجاءت النتائج معاكسة بينهما، إذ إنّ منتخب السيّدات قدّم عروضاً جيّدة خلال مشاركته في بطولة كأس آسيا للنخبة في مدينة سيدني في أستراليا الّتي تقام من 26 حزيران إلى 2 تمّوز، بحيث قدّمت سيّدات لبنان مستوىً مقبولاً جدّاً عندما واجهنّ الصين المصنّفة ثانية على صعيد العالم وكذلك منتخب كوريا الجنوبيّة المصنّفة ثامنة في العالم، بحيث جارت بالنتيجة عملاقي سيّدات العالم في الربعين الأوّل والثاني أمامهما، فنالت سيّدات لبنان احترام تلك المنتخبات في سيدني وإعجاب العشرات من المشجّعين اللبنانيّين المغتربين المقيمين في بلد الـ"كانغورو".


وبتلك الصورة المشجّعة، كتبت سيّدات لبنان إنجازاً نوعيّاً عندما فزن أمس الجمعة على منتخب تايبيه الصينيّ بفارق سلّة وبنتيجة 75-73 في مواجهة حماسيّة جدّاً تمكّن بنتيجتها منتخب الأرز من حجز بطاقة له ضمن منتخبات النخبة الثمانيّة عن قارّتي آسيا وأوقيانيا لعامين جديدين.

وكانت قائدة المنتخب اللبنانيّ ريبيكا عقل نجمة المباراة من دون منازع وأفضل مسجّلة في اللقاء مع 27 نقطة تليها زميلتها اللاعبة المجنّسة ترينيتي باتيست مع 16 نقطة وعايدة باخوس مع 12 نقطة للفريق اللبنانيّ الفائز.

وعلى عكس إنجاز السيّدات، جاءت مسيرة منتخب الشباب لما دون الـ19 سنة دون المطلوب، إذ كانت رحلة الفريق اللبنانيّ ضمن دور المجموعات سيّئة، بحيث تعرّض الفريق اللبنانيّ إلى خسارتين متوقّعتين أمام كلّ من الولايات المتّحدة الأميركيّة وسلوفينيا وإلى خسارة لم تكن متوقّعة أبداً أمام منتخب مدغشقر المغمور المشارك للمرّة الأولى في تاريخه في بطولة على هذا المستوى.

أمّا الكارثة، فوقعت عندما التقى المنتخب اللبنانيّ في دور الـ16 مع منتخب إسبانيا بطل أوروبّا والمرشّح لمنافسة الولايات المتّحدة على لقب بطولة العالم، بحيث انهار شباب الأرز كلّيًّا مع صافرة البداية فتقدّم الفريق الإسبانيّ بنتيجة 29-0، قبل أن يسجّل الفريق اللبنانيّ سلّة واحدة في الربع الأوّل. سيناريو الربع الأوّل تكرّر أيضًا في الربع الثاني بحيث سقط المنتخب اللبنانيّ بشكل غير مسبوق وبنتيجة 62-6 في الربع الثاني، لينتهي اللقاء بنتيجة 102-20 بفارق 82 نقطة، ويتمّ على أثره قبول استقالة مدرّب الفريق شربل الباش وتعيين مساعد المدرّب الصربيّ فينكو باكيتش مدرّبًا بديلًا.

وبهذا السيناريو المعاكس بين المنتخبين، على كرة السلّة اللبنانيّة الاستفادة من تلك المشاركة لبناء خريطة طريق جديدة علماً أنّ الاستحاق الأبرز سينطلق في 25 آب المقبل موعد انطلاق بطولة العالم للرجال في كلّ من الفيليبّين، اليابان وإندونيسيا.