انتهى مشوار الفرق اللبنانيّة في بطولة "وصل" غرب آسيا في كرة السلّة في المرحلة نصف النهائيّة من الـ"فاينل إيت" مع خروج نادي الرياضي بطل لبنان بسقوطه أمام فريق الكويت الكويتيّ بنتيجة نهائيّة 95-85 في سيناريو دراماتيكيّ شهد تفوّق الفريق الكويتيّ بشكل كامل في الربع الأوّل والثاني والثالث من المباراة مقابل انتفاضة رائعة للرياضي في الربع الأخير لم تكن كافية لقلب نتيجة المباراة من دفّة الى أخرى.
وقد جاء سيناريو اللقاء مختلفاً جدّاً عن التوقّعات. فمن ناحية فريق الرياضي، ظهر بوضوح أنّ غياب نجمي الفريق وائل عرقجي وعلي منصور بسبب الإصابة كان حاسماً من ناحية أفتقاد أبناء المنارة إلى موزّع ألعاب حقيقيّ في إمكانه قيادة هجمات الفريق بشكل منظّم وجماعيّ، بحيث عرف الفريق الكويتيّ كيفية استغلال افتقاد الفريق الأصفر لهذا العامل الأساسيّ ففرض إيقاعه سريعاً وضرب مجريات المباراة منذ بدايتها.
من هنا، كان من الصعب جدّاً على قنّاص الثلاثيّات أمير سعود تحمّل تلك المسؤوليّة كاملة على عاتقه، ممّا صعّب من المهمّة عليه وعلى الخطّة التكتيكيّة، وهو الأمر الّذي فرض قسراً على مدرّب الفريق أحمد فرّان الّذي كان عليه مواجهة القوّة الضاربة المتكاملة للفريق الكويتيّ، من دون موزّع ألعاب حقيقيّ.
كذلك، فإنّ مجريات نصف النهائيّ بينهما أتى في اتّجاه معاكس عن الرميات الثلاثيّة من ناحية اعتماد الفريق الكويتيّ على نسبة نجاح رائعة جدّاً من الرميات البعيدة مع 17 ثلاثيّة ناجحة للفريق الكويتيّ من 33 محاولة بنسبة نجاح رائعة هي 53 في المئة مقابل 5 ثلاثيّات فقط للرياضي من 19 محاولة بنسبة 25 في المئة، فكانت تلك الأرقام كافية لإظهار تفوّق الفريق الكويتيّ.
من هنا، جاء سيناريو اللقاء متطابقاً مع سيناريو اللقاء الّذي جمع الرياضي مع بيروت عندما سدّد أبناء المنارة 19 ثلاثيّة ناجحة مقابل 8 فقط لبيروت ليكون الفريق الكويتيّ سدّد لكمة الفوز في نقطة قوّة الفريق اللبنانيّ.
من الناحية الفرديّة، يمكن القول إنّ الرياضي يمتلك أفضل سلاح فوز في غرب آسيا وقد يكون أيضاً السلاح الأفضل على مساحة كامل القارّة الآسيويّة وهو العملاق الأستراليّ ديوب ريث الّذي سجّل 32 نقطة لفريقه وكان حاضراً بقوّة على مدار المباراة، فسمح للرياضي بالتفوّق من ناحية مجموع الريباوند على الفريق الكويتيّ، كذلك أظهر تفوّقه على مواطنه ثون مايكر لاعب الارتكاز الأساسيّ للمنتخب الأستراليّ. بيد أنّ الفريق الكويتيّ اعتمد في هذا اللقاء على هدّافه مالركوس جورج هانت الّذي ضرب دفاعات الرياضي من المراكز كافّة وسجّل 32 نقطة.
يبقى أنّه لا يمكن وضع اللوم في الخسارة على قنّاص الفريق أمير سعود الّذي فرض عليه تغيير مركزه من "شوتينغ غارد" إلى "بوينت غارد" بسبب غياب العرقجي ومنصور، ولا على كيفن ميرفي الّذي لم يكن في يومه بعد موسم "ماراتونيّ" لم يرحم بدنيّاً أبناء المنارة. يبقى التنويه بأداء اللاعب القادم من الاحتياط بلال طبّارة الّذي خلق انتفاضة رائعة للرياضي في الربع الأخير عندما كسر تفوّق 24 نقطة للفريق الكويتيّ وقلّصه إلى ست نقاط قبل دقيقتين من نهاية المباراة. إشارة إلى أنّ ردّة فعل هايك على قرار حكم المباراة "ولو كان محقًّا" أتى كارثيّاً على زملائه، إذ إنّه طُرد في بداية الربع الثاني ليضرب "روتايشن" الفريق بشكل مطلق ويجعل مهمّة المدرّب أحمد فرّان شبه مستحيلة.
وبهذا، سيكون على الرياضي خوض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع مع فريق أستانا بينما سيكون نهائيّ بطولة وصل دربي بين فريقي منطقة الخليج العربيّ بين الكويت ومنامة البحرينيّ.