عاشت كرة القدم العالميّة يوماً غير مسبوق في سوق الانتقالات، إذ إنّ ترقّب وجهة أشهر لاعب كرة قدم على الكرة الأرضيّة شغل العالم بصراع تعدّى أندية كرة القدم إلى صراع بين القارّات الثلاث الكبرى (أوروبّا – آسيا – أميركا) ليتحوّل مفهوم وجهة صاحب الرقم القياسيّ للكرات الذهبيّة إلى مفهوم جديد وهو من سيسيطر على مستقبل كرة القدم في العالم.
ونتيجة هذا الصراع بين نادي الاتّحاد السعوديّ الّذي فاق عرضه المقدّم للنجم الأرجنتينيّ نصف مليار يورو في الموسم الواحد، وبين نادي برشلونة أعرق أندية كرة القدم في العالم والّذي أظهر لنجمه السابق كلّ الحفاوة والمودّة بإعادة شارة قيادة الفريق الكاتالونيّ إلى بطل العالم، ولو على حساب حسم نسبة مئويّة من عقود ورواتب نجوم الفريق الإسبانيّ لتأمين ميزانيّة مقبولة لميسّي، صعد الدخان الأبيض من حيث لم ينتظره أحد من مدينة ميامي في الولايات المتّحدة الأميركيّة.
فقد أعلن النجم الأرجنتينيّ ليونيل ميسّي في ساعات الليل من أمسية أمس الأربعاء أنّه أختار وجهته المقبلة وهي التعاقد مع نادي إنتر ميامي الأميركيّ في مفاجأة مدوّية لم يتوقّعها أحد. وحسم النجم الأرجنتينيّ قراره بعد شهر كامل من المفاوضات الدقيقة جدّاً من الفريق الأميركيّ، حيث كانت كلّ الدلائل تشير إلى أنّ وجهة النجم الأرجنتينيّ هي المملكة العربيّة السعوديّة، خصوصاً بعد مغادرته عنوة قبل نحو شهر من اليوم فريقه الفرنسيّ في زيارة خاطفة إلى العاصمة السعوديّة الرياض والّتي كانت الشرارة الّتي قطعت الخيط الرفيع الذي كان ما يزال يربط ميسّي بفريقه الباريسيّ.
وأكّدت معلومات صحافيّة أرجنتينيّة قريبة من أسطورة كرة القدم أنّ نادي إنتر ميامي سيدفع أكثر من خمسين مليون يورو في الموسم الواحد لميسّي وبعقد تصاعديّ يمتدّ لأربع سنوات.
وبقراءة أوّليّة لما وراء اختيار ميسّي وجهته الأميركيّة، يظهر بين السطور قرار الولايات المتّحدة الأميركيّة أنّ الوقت قد حان لدخولها عالم الرياضة الشعبيّة ألأولى على مساحة الكرة الأرضيّة من الباب العريض. فاستعملت واشنطن قوّتها الاقتصاديّة مع دخول رعاتها وفي مقدّمتهم عملاق التكنولوجيا شركة آبل لفرش الورود للنجم الأرجنتينيّ، خصوصاً مع تجديد عقد الرعاية بين آبل والاتّحاد الأميركيّ لكرة القدم لبثّ بطولتها بقيمة عقد ناهز الثلاثة مليارات دولار، فعمدت إلى المساهمة في رعاية انتقال ميسّي إلى الدوري الأميركيّ الـ"MLS" مقابل حصّة مئويّة من زيادة نسبة المشاهدين عبر تطبيق آبل.
وعلى غرار أنّ أحد أهداف انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان سابقاً كان عاملاً لتسويق قطر لمونديالها وأنّ انتقال كريستيانو رونالدو إلى الدوري السعوديّ هو لتسويق ملفّ المملكة العربيّة السعوديّة ومعها مصر واليونان لاستضافة كأس العالم المقبلة في عام 2030، فقد يكون أحد الأسباب الرئيسة لانتقال ميسّي إلى إنتر ميامي هو التسويق الآنيّ للولايات المتّحدة لبطولة الكوبا أميركا الّتي ستستضيفها قريباً، أمّا الأبرز فهو تسويق القارّة الأميركيّة لمونديال 2026 الّذي ستستضيفه مع كندا والمكسيك، فتكون قد بدأت حملة خطف الأضواء إليها من بوّابة عملاق ملاعب كرة القدم ليونيل ميسّي.