لم يكن أحد على الإطلاق ليتخيّل أن يكون خروج ريال مدريد من مسابقة دوري أبطال أوروبّا في كرة القدم بهكذا سيناريو دراماتيكيّ. فما كان يخشاه الفريق الملكيّ قد وقع فعلًا ليل أمس الأربعاء، على ملعب الاتّحاد في مدينة مانشستر، عندما سحق مانشستر سيتي ريال مدريد بنتيجة كبيرة 4-0، وأخرجه من المنافسة ليضع حدًّا لتفوّق الفريق الإسبانيّ في الـ"تشامبيينزليغ".

فقد قدّم فريق مانشستر سيتي على أرضه في إنكلترا وأمام جمهور غفير جدّاً أفضل عروضه على الإطلاق، إذ فرض سيطرة مطلقة على أرض الملعب منذ لحظة انطلاق المباراة وعلى مدى 90 دقيقة، ولم يسمح خلالها للفريق الملكيّ بتجاوز وسط الملعب، بينما حوّل ليلة بطل أوروبّا إلى كابوس كاد أن ينتهي بـ7 أهداف نظيفة، لولا براعة حارس الريال البلجيكيّ تيبو كورتوا.

فالمدرّب الإسبانيّ بيب غوارديولا قدّم اليوم درساً في كرة القدم للعالم أجمع حول كيفيّة تدمير فريق لدفاعات الفريق الخصم، وكيف الحال إذا كان الخصم هو أعظم فريق عرفته كرة القدم في تاريخها وهو ريال مدريد صاحب الـ14 لقبًا في الـ"تشامبيينزليغ". وقد سجّل المهاجم البرتغاليّ برناردو سيلفا الهدفين الأوّل والثاني للسيتي في الدقيقتين 23 و37 من الشوط الأوّل قبل أن يضيف البرازيليّ إيدير ميليتاو عن طريق الخطأ الهدف الثالث في مرمى شباكه في الدقيقة الـ76، ليختتم المهاجم الأرجنتينيّ جوليان ألفاريز مع الهدف الرابع لمانشستر سيتي في مرمى ريال مدريد. وبذلك، يكون الفريق الإنكليزيّ قد ثأر بأقوى طريقة ممكنة من الريال لخروجه أمامه الموسم الفائت، ودخل من الباب العريض إلى المباراة النهائيّة.

وبهذا الفوز غير المسبوق لمانشستر سيتي على ريال مدريد، سيدخل فريق مانشستر سيتي المباراة النهائيّة في تاريخ 10 حزيران المقبل في مدينة اسطنبول التركيّة وهو مرشّح فوق العادة لإحراز لقبه الأوّل في تاريخ مشاركاته في دوري أبطال أوروبّا عندما سيواجه فريق إنتر ميلان الإيطاليّ الّذي كان سبقه ليل أمس بتأهّله إلى النهائيّ بعد فوزه على جاره في المدينة نفسها فريق إي سي ميلان.

وبخسارته الكبيرة، يكون فريق ريال مدريد قد فقد فرصة التتويج باللقب الـ15 والأهمّ تكون مسيرة المدرّب التاريخيّ كارلو أنشيلوتي مع الفريق الملكيّ قد وصلت منطقيًّا إلى مفترق طرق، حيث من المتوقّع أن تبدأ في الأيّام المقبلة إذاعة أسماء جديدة لتولّي مهمّة المدير الفنّيّ لأعظم أندية العالم في كرة القدم.