لم تكن مواجهة الذهاب في نصف نهائيّ دوري أبطال أوروبّا بين ريال مدريد ومانشستر سيتي مجرّد مباراة لحجز بطاقة في نهائي الـ"تشامبيينز ليغ" الّتي ستستضيفها اسطنبول في نهاية الشهر الحاليّ، بل حمل اللقاء العاصف بين الريال والسيتي معانِ عدّة تتعدّى بأهمّيّتها كونها لقاء في نصف نهائي دوري الأبطال إلى فرض عنوان كبير جدّاً لهذا اللقاء، وهو أنّ الفريقين يتنافسان على عرش زعامة كرة القدم في العالم. فريال مدريد كما مانشستر سيتي يعتبرهما عشّاق ومتتبّعو كرة القدم أنّهما الأفضل على الكرة الأرضيّة من دون منازع. ولهذا السبب، فإنّ من يخرج فائزاً بينهما سيتوّج ملكاً على اللعبة الشعبيّة الأولى في العالم.

ولكلّ تلك الأسباب، دفع الطرفان بترسانتيهما الكاملتين إلى أرض الملعب، فقاد البلجيكيّ كيفن دي بروون كتيبة المدرّب بيب غوارديولا بينما قاد الفرنسيّ كريم بنزيما الفريق الملكيّ وكان ملعب سانتياغو برنابيو مسرح "معركة مدريد" الّتي استعمل فيها الطرفان كلّ أنواع الأسلحة ولكن من دون تمكّنهما من الخروج منتصرين، فانتهى اللقاء بالتعادل 1-1، وتأجّلت المعركة الحاسمة إلى الأسبوع المقبل ليكون "استاد الاتّحاد" هو المسرح لمعرفة من سيخرج فائزًا في تلك الحرب العالميّة.

وشاء القدر أن يكون لأفضل فريقين على صعيد العالم مهاجمان لا يمكن إيقافهما مهما كان الدفاع منظّماً ومتيناً. فمن جهة الفريق الإنكليزيّ، كان "الإعصار" إيرلينغ هالاند فاعلاً على مدى الدقائق التسعين فشكّل خطورة مستمرّة على مرمى الفريق الإسبانيّ، بينما في المقابل شكّل ساحر مدريد البرازيليّ فينيسيوس جونيور حالة غير مسبوقة من الخطورة الخاطفة على مرمى السيتي.

وبهذا السيناريو العاصف من المواجهة الرائعة بينهما، تقدّم ريال مدريد في الشوط الأوّل بهدف سجّله فينيسيوس جونيور في الدقيقة الـ36 ليحدّ من سيطرة السيتي ويعطي أفضليّة لفريقه الّذي كاد أن يؤكّد الفوز مرّتين الأولى من ضربة رأسيّة لكريم بنزيما والثانية بقذيفة صاروخيّة محكمة من تشواميني قبل نهاية المباراة، بينما سجّل البلجيكيّ كيفين دي بروين لمانشستر في الدقيقة الـ67 ليكافئ فريقه مانشستر على أدائه الرائع في مجمل المباراة، فكانت نتيجة المباراة النهائيّة 1-1 عادلة لما قدّمه الطرفان على مدار الشوطين.

وتقام مباراة الإياب على ملعب الاتّحاد، في 17 أيّار الجاري، بينما تقام المباراة النهائيّة في حزيران المقبل في مدينة اسطنبول التركيّة، حيث سيلتقي الفائز من هذه المواجهة الناريّة مع الفائز من مواجهة الدور قبل النهائيّ الآخر والّتي ستجمع الليلة فريقي الميلان وإنتر ميلان في دربي تاريخيّ لمدينة ميلانو الإيطاليّة الّتي انقسمت لمرّة ضمن بطولة أوروبّيّة بين فريقين إيطاليّين من المدينة نفسها.