ينتظر عشّاق كرة السلّة اللبنانيّة، على أحرّ من الجمر انطلاق أمّ المعارك في سلسلة مواجهة الدّور نصف النهائيّ لبطولة لبنان ليل الجمعة بين الرياضي والحكمة. 

وشاء القدر أن يلتقي قطبا كرة السلّة اللبنانيّة في الدور نصف النهائيّ ليكون الـ"فاينل" مبكراً هذا الموسم. وقد كان فريق الحكمة على مدار مرحلتي الذهاب والإياب الطرف الأفضل في بطولة لبنان من دون منازع، إذ برهن عن تجانس غير مسبوق بين لاعبيه وإدارته وجمهموره الكبير. وبالتالي برهن أنّه الفريق الأفضل لإحراز لقب البطولة لأسباب عدّة نستعرضها في ما يلي:

لدى الحكمة أفضل ثنائيّ أجنبيّ من ناحية الأداء والتأقلم مع الفريق. فلاعب ارتكازه كليف ألكسندر سيطر على جميع لاعبي الارتكاز المحلّيّين والأجانب وتفوّق عليهم بكلّ شيء ليفرض نفسه الأخطر تحت السلّة. من ناحيته، برهن كروين روش أنّه ورقة هجوميّة رابحة، حيث في إمكانه تسجيل النقاط لفريقه ساعة يشاء وعند الحاجة ليزعزع دفاعات أيّ فريق مهما كان صلبًا دفاعيًّا، وأنّه لا يخشى المباريات الكبيرة.

كذلك،  لدى فريق الحكمة اللاعب الأخطر في البطولة وهو سيرجيو درويش مهاجم المنتخب اللبنانيّ الّذي برهن أنّه قائد الفريق الأخضر واللاعب الّذي لا يخشى أحدًا والّذي يقود الحكمة إلى سجلّ رائع من الانتصارات.

ويقود هذا الثلاثيّ المرعب في مركز صنع الألعاب الـ"سنايك" علي مزهر بطريقة ذكيّة جدًّا والأهمّ أنّه في إمكانه أن يصنع الإيقاع الّذي يريده لزعزعة تجانس الفرق المنافسة، فيكسر الـ"momentum" عند الحاجة ويغيّر سيناريو أيّ مباراة لمصلحة فريقه.

هذا ويضمّ الفريق الأخضر لاعبين واعدين مثل عزيز عبد المسيح ومارك خويري "بوبو" اللاعب الصاعد في المنتخب اللبنانيّ وكذلك عناصر خبرة كرالف عقل وباتريك بو عبود.

أمّا من ناحية الرياضي، فأبناء المنارة خلعوا قناع الفريق غير المتجانس والّذي افتقدوا فيه روحيّة اللعب الجماعيّ فكادت أن تنتهي رحلة الفريق للمنافسة لولا العصا السحريّة الّتي قلبت في الأيّام الأخيرة الأمور رأسًا على عقب وعاد فريق الرياضي بأسبوع إلى الواجهة فسرق الأضواء وأكّد أنّه الرقم الصعب في كرة السلّة اللبنانيّة.

فقد تمكّن الرياضي بفضل خبرته الكبيرة وهدوء إدارته من إعادة اللحمة بين نجومه عبر استقطاب اللاعب الأستراليّ ديوب ريس، الّذي فرض نظامًا جديدًا للبطولة تحت السلّة وكان الجوكر الّذي أشعل نجوم الفريق، فأعاد مكنة الرياضي إلى العمل وأعاد النجوميّة إلى وائل عرقجي اللاعب الأفضل في القارّة الآسيويّة، وأعاد التجانس بين لاعبي الفريق الأصفر على صورة الأداء الرائع لكريم زينون ومن خلفه كيفن مرفي ومعهما الأسماء الرنّانة وفي مقدّمتهم أمير سعود وهايك قيوقجيان. ويبقى أنّ أبناء المنارة يتميّزون عن الآخرين بلاعبي احتياط هم من نجوم اللعبة كاسماعيل احمد وجان عبد النور وبلال طبّاراة وعلي منصور الّذي من المتوقّع أن يعود من الإصابة قبل انطلاق الـ"فاينل فور".

ما هو مؤكّد أنّ المواجهة الّتي ستنطلق ليل الجمعة قد تشعل كرة السلّة اللبنانيّة، حيث سيكون على محبّي الرياضة ترقّب كلّ السيناريوهات المتوقّعة وحتّى غير المتوقّعة بين أعرق فريقين عرفتهم كرة السلّة اللبنانيّة.