خالد مجاعص

يحبس العالم أنفاسه عند العاشرة من مساء الليلة بتوقيت بيروت، مع انطلاق أولى مباريات الدور ربع النهائي ضمن دوري أبطال أوروبّا بين بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي، حيث شاءت القرعة أن يلتقي المرشّحان لإحراز لقب الـ"تشامبيينز ليغ" في نهائيّ مبكر.

وللمفارقة، فإنّ بطلي الدوري الإنكليزيّ والألمانيّ سيتواجهان للمرّة الأولى ضمن الأدوار الإقصائيّة من المسابقة الأوروبّيّة، لكنّهما في المقابل تواجها ثلاث مرّات في دور المجموعات حيث تبادلا الفوز في مواسم 2010-2011 (2-صفر لبايرن ميونيخ ذهابًا و2-صفر لمانشستر سيتي إيابًا) و2013-2014 (3-1 لبايرن ميونيخ ذهابًا و3-2 لمانشسترسيتي إيابًا) و2014-2015 (1-صفر لبايرن ميونيخ ذهابًا و3-2 لمانشستر سيتي إيابًا). وبذلك سيكون من المستحيل لأحد الاعتماد على الأرقام والإحصاءات لمحاولة استكشاف لمن ستكون الأفضليّة قبل انطلاق لقاء الذهاب في مانشستر الليلة. وستضع هذه المواجهة مدرّب السيتي الإسبانيّ بيب غوارديولّا للمرّة الأولى أمام الفريق البافاريّ الّذي أشرف عليه طوال أربعة مواسم بين عامي 2013 و2016، فبنى له قوّة ضاربة قادت البايرن إلى الفوز بقيادته بلقب الدوري الألمانيّ ثلاث مرّات وبطولة كأس ألمانيا مرّتين، إضافة إلى بطولة كأس السوبر الأوروبّيّة وكأس العالم للأندية .

وفي آخر استعدادات الفريقين لمواجهة الذهاب في إنكلترا، أعلن بايرن ميونيخ غياب مهاجمه إيريك ماكسيم تشوبو موتينج عن المباراة أمام مانشستر سيتي في خطوة قد تساعد السيتي على تحضير دفاعاته للتعامل مع الخطط الهجوميّة الّتي سيضعها المدرّب البافاريّ المعروف جدًّا في إنكلترا توماس توخيل. وفي ظلّ تلك الأجواء، تترّقب أوروبّا ومعها العالم أجمع الصراع التكتيكيّ بين المدرّبين الخبيرين الألمانيّ توماس توخيل والإسبانيّ بيب غوارديولّا في لقاء قد يكون ثأريًّا لمدرّب السيتي الّذي حُرم من اللقب على يد الألمانيّ نفسه في عام 2021، حين كان توخيل يشرف على تدريب نادي تشيلسي فقاده إلى إسقاط السيتي 1-0 في نهائي دوري الأبطال على الرغم من أنّ الترجيحات كلّها صّبت لمصلحة فريق غوارديولّا آنذاك، وقد اعتبر ذلك نكسة في مسيرة المدرّب الإسبانيّ الغنيّة بالألقاب. وما يزيد من الطابع الحماسيّ للّقاء، أنّ المدرّبين تمرّسا في الدوريين الألمانيّ والإنكليزيّ على حدّ سواء، ففيما خاض توخيل تجربته مع تشيلسي آتيًا من فريق بروسيا دورتموند، انتقل غوارديولّا إلى إنكلترا بعد تجربة له مع بايرن ميونخ لمدّة أربعة أعوام كاملة. وقد يكون الفارق الّذي سيعطي تفوّقًا للسيتي على البايرن، خطّ الوسط الرائع لفريق مانشستر بقيادة العبقريّ البلجيكيّ كيفن دو بروون وأمامه مهاجم غير مسبوق بموهبته على التهديف هو النروجيّ أرلينغ هالاند لاعب الـ22 عامًا الّذي فور عودته من الإصابة، سجّل ليل السبت الماضي هدفين في مرمى ساوثهامبتون ورفع رصيده إلى 44 هدفًا هذا الموسم في مختلف المسابقات.

يبقى أنّ بايرن ميونيخ يعتمد أيضًا هذا الموسم على مبارتيه المثاليّتين في دور الـ16 من دوري الأبطال عندما أطاح ذهابًا وإيابًا بفريق باريس سان جيرمان ونجومه الثلاثيّ مبابي، ميسّي ونيمار، فهل يعيد البايرن الكرّة أمام السيتي الليلة؟