خالد مجاعص

للمرّة الأولى منذ أكثر من عقد كامل، يبدو أنّ صراع الأساطير الثلاثة في كرة المضرب العالميّة رافاييل نادال، روجيه فيديرير ونوفاك ديوكوفيتش بدأ يأخذ مسارًا معاكسًا ليصبّ في مصلحة النجم الصربيّ.

فبعدما سحر هذا الثلاثيّ محبّي التنس حول العالم، بتقاسمهم كلّ دورات الـ"غراند سلام" الأربع لأكثر من 15 عامًا على التوالي، بحيث انفرد الأسطورة نادال بفوزه بـ14 لقب في جائزة رولان غاروس الفرنسيّة برقم لن يكون في إمكان أحد معادلته على الإطلاق حتّى في المستقبل البعيد. كذلك أيضًا، لن يكون في إمكان أحد لا في المستقبل القريب ولا البعيد من معادلة الرقم القياسيّ الّذي يحمله السويسريّ فيديرير في ويمبلدون مع 8 ألقاب وديوكوفيتش في أستراليا مع 10 ألقاب.

واليوم، وبعد مرور عقد ونصف على صراع الجبابرة، أصبح شبه مؤكّد أنّ الصربيّ ديوكوفيتش سيتابع شقّ الإنجازات وحيدًا ليبتعد بتحطيم الأرقام  القياسيّة بعدد ألقاب الـ"غراند سلام" أمام كلّ من نادال وفيديرير.

فبعد ابتعاد فيديرير عن الأضواء كلّيًا منذ سطوع جائحة كورونا لينهي معها مسيرته مع الكرة الصفراء، ها هو اليوم الماتادور رافاييل نادال يخطو خطوة كبيرة إلى الوراء، حيث خرج نجم التنس الإسبانيّ رافاييل نادال من قائمة المصنّفين العشرة الأوائل في التنس للمرّة الأولى  منذ عام 2005. فقد اضطرّ نادال إلى الاعتذار عن المشاركة في بطولة إنديان ويلز في كاليفورنيا، والّتي تمنح ألف نقطة في التصنيف، في ظلّ استمرار تعافيه من إصابة أعلى الساق، تسبّبت في خروجه المبكر من بطولة أستراليا المفتوحة أولى دورات الـ"غراند سلام" الّتي خطف الصربيّ ديوكوفيتش لقبها بسهولة في شهر كانون الثاني/يناير من بداية العام الحاليّ. وفي ظلّ عدم المشاركة في إنديان ويلز، تراجع نادال أربعة مراكز وأصبح في المركز 13 في التصنيف، لينهي استمراره لمدّة 912 أسبوعًا على التوالي داخل قائمة المصنّفين العشرة الأوائل.

وبدأت فترة تراجع نادال ضمن لائحة الأوائل قبل سطوع نجوميّة مواطنه كارلوس ألكاراز، المصنّف أوّل عالميًّا في الوقت الحاليّ، كمنافس جدّي لنوفاك ديوكوفيتش على ألقاب البطولات الكبرى. ويبقى أمام نادال فرصة وحيدة ممكنة وهي بطولة رولان غاروس الفرنسيّة الّتي قد تكون في نهاية شهر أيّار، حيث فرصته الأخيرة للّحاق بالنجم الصربيّ بعدد ألقاب الـ"غراند سلام".