خالد مجاعص

يبدو أنّ كرة القدم اللبنانيّة تعيش لحظات قد تكون الأصعب في تاريخها، فبعد أسبوعين على الأحداث الدراماتيكيّة الّتي عصفت بنهائي بطولتها بين الأنصار والعهد بسبب إشكال بين اللاعبين تحوّل إلى هرج ومرج بتدخّل الجماهير والمشجّعين فلم تسلم منه لا أرضيّة الملعب في جونية ولا مدرّجاته، فأطفئت الإنارة عنه وأطفئت معها محرّكات البطولة بتتويج العهد بطلًا في المكاتب خشية من الملاعب.  تلك الأحداث المؤسفة وما تبعها من مشاهد وتعليقات وردود فعل سلبيّة على مواقع التواصل ضربت ما تبقّى من صورة هذه الرياضة الشعبيّة في لبنان والمنطقة والعالم.

وبعد مرور أكثر من أسبوع على الحادثة، حاولت كرة القدم لملمة جراحها مستفيدة من إطلاق الاتّحاد الدوليّ الفيفا  لقاءات المنتخبات الاختباريّة الودّيّة في العالم بالتزامن مع انطلاق تصفيات كأس الأمم الأوروبّيّة في كرة القدم، إلاّ أنّ لبنان خسر مجدّدًا فرصته، بحيث لم يكن حال منتخبه أفضل من بطولته. فقد سقط منتخب لبنان لكرة القدم ليل أمس الاثنين أمام مضيفه منتخب سلطنة عمان بنتيجة  0-2 في ختام معسكره التحضيريّ لكأس القارّات الدوليّة الّتي سيشارك فيها في الهند من 10 إلى 20 حزيران المقبل.

وعلى عكس الآمال والتوقّعات، ظهر منتخب لبنان بعيدًا عن المستوى المطلوب، على الرغم من انّ مضيفه المنتخب العمانيّ لم يكن في هذا اللقاء بالمستوى الجيّد الّذي ظهر فيه في البطولة العربيّة في العراق أخيرًا.

وعلى الرغم من أنّ المنتخب العمانيّ لم يكن موفّقًا وغاب عنه بعض أبرز مفاتيحه، إلّا أنّه حسم اللقاء لمصلحته بهدفين للا شيء سجّلهما مهاجمه عصام الصبحي مستفيدًا من خلل دفاعيّ وسوء تقدير من حارس المرمى اللبنانيّ.

وفي ملخّص الخسارة الجديدة للمنتخب اللبنانيّ، لم يظهر منتخب الأرز بالصورة المطلوبة لا فنّيًّا ولا بدنيًّا، وذلك على الرغم من أنّه دخل المواجهة بتشكيلته الأقوى بقيادة نجمه حسن معتوق، لتكون الانطلاقة الحقيقيّة للمدير الفنّيّ الصربيّ ألكسندر إيليتش مع كتيبة الأرز غير موفّقة بتاتًا ويكون لبنان ما زال في كرة القدم فاقدًا بريقه وعليه انتظار فرصة ثانية قد لا تكون قريبة أبدًا.