ما هومؤكّد أنّ كرة القدم تحجب السياسة ومشاكلها وحروبها عن الأضواء عندما تسطع مبارياتها وبطولاتها، وكيف الحال عند انطلاق أيّ مونديال. فمونديال قطر هو الدليل الساطع على كيفيّة نسيان أو تناسي العالم الحرب المندلعة في أوكرانيا ومعها كلّ أوروبّا في هذه الفترة.

فكرة القدم هي ببساطة "أكثر من مجرّد لعبة"، هذه هي العبارة الشهيرة التي تذكّر دائمًا عند الحديث عن علاقة الكرة المستديرة بالسياسة، والعودة الى الماضي القريب كما البعيد تؤكّد هذا الأمر. فبسبب مباراة كرة قدم قامت حروب، وبسبب كرة القدم أيضّا انطلقت ثورات وجُمعت أضداد، والتاريخ حافل بتلك القصص.

مونديال قطر حمل في طيّاته مواجهة بين الولايات المتّحدة الأميركيّة وإيران ضمن المجموعة الثانية من دور المجموعات، لقاءرياضي تمت تسميته بـ"أمّ المعارك". وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية  مقطوعة بين البلدين منذ عام 1980 في أعقاب احتجاز عشرات الآميركيين كرهائن في سفارة بلادهم في طهران.

المواجهة تأتي بعد مرور 24 عامًا على آخر لقاء جمع الفريقين في مونديال فرنسا في عام 1998، وكان حضور إيران وأميركا في المجموعة ذاتها أمرًا من الصعب فصله عن السياسة والنظر فيه رياضيًّا فحسب، على الرغم من شعار الـ"فيفا" الذي يقول إنّ في كرة القدم لا مكان للسياسة.

وأعطيت الكثير من الأوصاف لهذه المواجهة التي حسمت لمصلحة الولايات المتّحدة الأميركيّة على حساب إيران بنتيجة 1-0  وانتهت بعناق بين لاعبي الفريقين الطرفين وبرسالة سلام. وبكلمات معدودة حملت الكثير من الدلالات احتفل الرئيس الأميركيّ جوبايدن بتفوّق منتخب بلاده على المنتخب الإيرانيّ في مونديال قطر. وقال بايدن: "الولايات المتحدة هدف وإيران صفر، المباراة انتهت ".وأضاف: "كانت مباراة عظيمة. لقد تحدثت مع اللاعبين والمدرب وأخبرتهم بأنهم يمكنهم فعل ذلك وفعلوها. الله يحبهم".

وكانت مشاركة المنتخب الإيراني محط متابعة ورصد في ظل التطورات التي شهدتها بغض المحافظات الإيرانية. لذا انشغل الإعلام بتفسير امتانع اللاعبين عن ترداد نشيد بلادهم الوطني خلال افتتاح المونديال. كما أثارت قضية حجب كلمة الله من العلم الإيراني على موقع الاتحاد الآميركي لكرة القدم موجة استنكار وشجب واحتج لاتحاد الإيراني لكرة القدم على هذا اتصرف أمام الفيفا.

أمّا أبرز حادثتين في كأس العالم تجاوزت فيها كرة القدم الرياضة، فكانت مواجهتين بين إنجلترا والأرجنتين، وبين هندوراسوالسلفادور.

إنجلترا والأرجنتين.. لديكم جيش متطوّر ولدينا يد الله

في عام 1982، نشبت حرب جزر المالوين بين بريطانيا والأرجنتين. انتهت المعارك خسارة الجيش الأرجنتينيّ، الّذي حاول انتزاع جزر الفوكلاند من القوّات الإنجليزيّة الأقوى حينها في العدّة والعتاد. حرب لقي فيها المئات حتفهم من الجانبين وتركت جراحًا أليمة، خصوصًا بين الأرجنتينيّين. وبعد الحرب بأربعة أعوام، جمعت إحدى أكثر المباريات المشحونة سياسيًّا طرفي النزاع، الأرجنتين وإنجلترا في الدور ربع النهائيّ من بطولة كأس العالم في مونديال المكسيك. كانت المدرّجات واللاعبون في أرضيّة الملعب في أجواء منافسة قصوى. وخاض الأسطورة الأرجنتينيّة دييغو ارماندو مارادونا المواجهة بنفسيّة المقاتل لا اللاعب، واستطاع أن يُسجِّل هدفًا هو الأكثر إثارة للجدل في تاريخ اللعبة، إذ سجَّله بيده لكنّ الحكم لم ينتبه لذلك. وفي .المؤتمر الصحافيّ بعد المباراة، قال إنّه سجّل الهدف بالقليل من رأسه والكثير من يد الله

 هندوراس والسلفادور.. حرب المئة ساعة

تعدّ المباراة التي جمعت هندوراس والسلفادور من أغرب حكايات تصفيات كأس العالم مع السياسة. فبسبب هذه المباراة في التصفياتالمؤهّلة لكأس العالم العام 1970 في المكسيك، قامت حرب حقيقيّة هي الحرب الشهيرة باسم "حرب المئة ساعة". وكان خلاف بين البلدين الخاضعين لنظامي حكم عسكريّين، نشب في عام 1969 بسبب ملكيّة أراضي يدّعي الجانبان أنّها تقع ضمن أراضي كل منهما.

 وفي ظلّ هذه الأجواء المشحونة، جاءت القرعة بمواجهة بين الفريقين في تصفيات كأس العالم. فازت هندوراس حينها بمباراةالذهاب على أرضها بهدفين مقابل هدف واحد، وسط أجواء شغب جماهيريّ في خضمّ الأزمة السياسيّة بين البلدين. وفي مباراةالإياب، فازت السلفادور بثلاثيّة من دون رد في مباراة لم تخلُ من الشغب أيضًا، فانتقل الفريقان بعدها إلى مباراة فاصلة تأهّلت منخلالها السلفادور. وأسفرت الخسارة عن هجمة شرسة شنتها الجماهير الغاضبة لخسارة بلدها ضدّ المهاجرين السلفادوريّين فيهندوراس. ردت السلفادور بقطع علاقاتها مع هندوراس رسميًّا، قبل أن تعلن عليها حرباً استمرّت 100 ساعة. وكانت السلفادورعلىوشك احتلال هندوراس لولا التدخّلات الدوليّة التي أدّت في النهاية إلى اتّفاق سلام في العام ذاته.

أمّ المفاجآت في بطولة إنكلترا... انهيار كامل لمانشستر سيتي وليفربول يحلّق في...

لاس فيغاس تتوّج ماكس فيرستابن بطلًا للعالم في الفورمولا وان للمرّة الرابعة

منتخب الأرز على بعد خطوة من نهائيّات كأس آسيا في كرة السلّة