خالد مجاعص

لم تكن كرة القدم اللبنانيّة في حاجة سوى إلى تلك المشاهد المؤسفة الّتي وقعت في نهائي البطولة بين ناديي العهد والأنصار بعد ظهر يوم أمس الأحد، ليتمّ دقّ المسمار الأخير في نعشها. فلم يُكتب للمباراة الفاصلة المنتظرة بين ناديي العهد والأنصار لتحديد لقب بطل لبنان، والّتي جرت على ملعب الرئيس فؤاد شهاب البلديّ في جونية، أن تصل إلى خواتيمها السعيدة إذ توقّفت المباراة نهائيّاً في وقتها الإضافيّ بعد تقدّم فريق العهد بنتيجة 3-2، بإشكال وقع بين لاعبي الفريقين تبعه مباشرة اقتحام جمهور الأنصار لأرض الملعب، لتتعطّل المباراة في مشاهد مثيرة للاشمئزاز تلخّص ما وصلت إليه كرة القدم اللبنانيّة من انحدار.

ولم يسلم شيء لا على أرض الملعب ولا على المدرّجات، حيث تحوّل نهائي بطولة لبنان إلى هرج ومرج وأعمال شغب وتحطيم لمدرّجات ملعب الرئيس فؤاد شهاب في جونية الّذي بدا أشبه بساحة معركة من مباراة رياضيّة. وقد تطوّرت سريعاً إشكالات اللاعبين من جهة والجماهير من جهة أخرى إلى إشكال مع عناصر مكافحة الشغب أيضاً تخلّله تحطيم للكراسي وللسياج الحديديّ داخل الملعب، ممّا دفع بطاقم الحكّام العمانيّ الّذي استعان به الاتّحاد اللبنانيّ لكرة القدم، في محاولة منه لإيصال النهائيّ إلى برّ الأمان، إلى مغادرة أرض الملعب في اتّجاه غرفة الملابس.

ونتيجة ما جرى، تقرّر عدم استكمال مباراة الأنصار والعهد، وكذلك عمدت بلديّة جونية إلى إطفاء الأنوار لمنع استكمالها خوفاً من أن تخرج الأمور كليّاً عن السيطرة. أمّا أسباب ما حصل فتعود إلى إلغاء حكم اللقاء العمانيّ الدوليّ هدفاً محقّاً  للأنصار في الدقيقة الـ62، وذلك لاحتسابه خطأ بدل من أن يمنح الفريق الأخضر أفضليّة استكمال اللعبة الّتي أدّت إلى تسجيله هدف التعادل غير المحتسب. وقد أدّت هذه الحالة التحكيميّة إلى قذف جماهير الأنصار لزجاجات المياه وكلّ ما في المدرّجات على أرض الملعب، وتبعه دخول رئيس النادي النائب نبيل بدر إلى أرضيّة الملعب اعتراضاً على ما حصل.

وقد أكّد رئيس بلديّة جونية جوان حبيش أنّ ما حصل مؤسف، خصوصاً وأنّ الأندية في كرة القدم تفتقد إلى الروح الرياضيّة وتقبّل الخسارة والربح وأنّ تلك الأحداث تعطي لمحة لما يعيش فيه لبنان من أوضاع مذرية. ومع رفض اتّحاد اللعبة التعليق على ما حصل، أفادت معلومات خاصّة لموقعنا أنّه تمّ تبليغ نادي العهد بتتويجه بلقب البطولة وأنّ اتّحاد اللعبة سيجتمع في الساعات المقبلة في جلسة استثنائيّة سيحّمل خلالها نادي الأنصار تبعات ما حصل وسيتّخذ قرارات حاسمة بشطب نقاط له وتغريمه بمبالغ كبيرة جدّاً.

وأمام كلّ ما حدث، أصبح شبه مؤكّد أنّ كرة القدم اللبنانيّة ليست في خير أبداً، خصوصاً وأنّ أحداثاً مؤسفة أيضاً كانت وقعت عشيّة هذا اللقاء بين فريقي الصفاء والسلام زغرتا، حيث أفادت المعلومات عن وقوع إشكالات وإطلاق نار أيضاً. ويبقى السؤال: هل تتسبّب تلك الأحداث في  سقوط الهيكل على الجميع، بمن فيهم اتّحاد اللعبة ولجنتها الإداريّة؟