خالد مجاعص

على باريس سان جيرمان أنّ ينتظر على الأقلّ سنة أخرى ليحاول الفوز بلقبه الأوّل في دوري أبطال أوروبّا في كرة القدم. هكذا سخرت الصحافة الفرنسيّة في أوّل ردّ فعل لها على خروج فريق العاصمة الفرنسيّة من المسابقة الأوروبّيّة.

وبعد شوط أوّل متكافئ بين الفريقين من دون أهداف مع فرصة أكيدة لكلّ منهما، دخل الفريق البافاريّ الشوط الثاني بشكل مغاير تماماً، فأمسك بزمام الأمور وسيّطر على كلّ مراكز الملعب، فشلَّ حركة مهاجمي ضيفه الباريسيّ، وبشكل خاصّ ليونيل ميسّي الّذي بدا بعيداً جدّاً من مستواه، وكيليان مبابي الّذي فقد بريقه خلال الشوط الثاني، فارتاح البايرن هجوميّاً وخلق فرصاً بالجملة، مسجّلاً هدفين، الأوّل بواسطة الكاميرونيّ إريك ماكسيم تشوبو موتينغ في الدقيقة الستّين، والثاني بواسطة سيرج غنابري في الدقيقة التسعين، ليقصي بايرن ميونيخ بفوزه 2-0 إياباً الفريق الباريسيّ عن حلمه بالفوز في دوري أبطال أوروبّا. وهي المرّة الثانية على التوالي الّتي يخرج فيها فريق العاصمة الفرنسيّة من الدور الـ16 بعد سقوطه أمام ريال مدريد الإسبانيّ في الموسم الماضي.

ومع نهاية المباراة، اعتبر نجم فريق بايرن ميونيخ الفرنسيّ كينغسلي كومان أنّ "بايرن ميونيخ لعب في الشوط الثاني بطريقة جماعيّة متناسقة وبقلب كبير"، مؤكّداً أنّ "البايرن لديه فرصة كبيرة للمنافسة على اللقب". وفي ردّه على سبب عدم تمكّن الفريق الباريسيّ من شقّ طريقه بنجاح في المسابقة الأوروبّيّة، اعتبر كومان أنّ "الفريق الباريسيّ لا يلعب بطريقة جماعيّة، بل يعتمد على محاولات فرديّة وتنقصه الواقعيّة". من ناحيته، انتقد نجم باريس سان جيرمان السابق دافيد جينولا طريقة إدارة نادي باريس سان جيرمان لفريقه، معتبراً أنّ "خطط الفريق الباريسيّ هي البحث دائماً عن محاولة إيصال الكرة إلى مبابي"، وأنّ "ليونيل ميسّي لا يعطي في الفريق الباريسيّ ما يقدّمه مع الأرجنتين" .

يبقى الانتظار كيف سيكون ردّ جماهير الفريق الباريسيّ الغاضب على نتائج فريقه الكارثيّة على الصعيد الأوروبّيّ وعلى سياسة ضمّ النجوم وإنفاق الأموال على أسماء رنّانة بعيدة جدّاً من مستواها الحقيقيّ. أمّا السؤال فهو: هل قدر الفريق الباريسيّ ألّا يحرز أبداً اللقب القاريّ الأوروبّيّ أو أنّه آن الأوان أن يتعلّم الفريق الباريسيّ وإدارته كيف تُبنى الفرق، على مثال كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد وبيب غوارديولا في مانشستر سيتي أو يورغن كلوب في ليفربول، الّذين في إمكانهم بناء قوّة ضاربة بميزانيّة لا تتعدّى نصف ما ينفقه باريس سان جيرمان على لاعب أو اثنين من نجومه.

وبعبارة كيليان مبابي بأنّ "هذه هي قدرتنا القصوى"، تستشرف المرحلة المقبلة المليئة بالمطبّات لدى فريق العاصمة الفرنسيّة.