خالد مجاعص

ينتظر محبّو كرة القدم الليلة عند الساعة العاشرة أمّ المواجهات في مدينة ميونيخ بين أبرز مرشّحين لإحراز الـ"تشامبيينز ليغ" بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان.

ويبقى السؤال: لمن ستبتسم أوروبّا الليلة؟ هل تبتسم لألمانيا وفريقها البافاريّ الّذي خطف قبل أسبوعين انتصاره الأغلى 1-0 على الفريق الباريسيّ وعمّق من جراحه أمام جماهيره، أم سيبتسم القدر أخيراً لفريق باريس سان جيرمان فيحّول تأخّره 0-1 في مباراة الذهاب إلى إنجاز في دوري أبطال أوروبّا؟

ما هو أكيد أنّ محبّي كرة القدم في العالم أجمع ينتظرون بشغف انطلاق المواجهة الّتي سيخرج مع نهايتها فائز واحد فقط. أمّا الّذي سيهزم فهو لن يخسر فقط مسابقة دوري أبطال أوروبّا بل  سيخسر معه كلّ شيء لأنّ الفريقين وضعا نصب أعينهما إحراز لقب دوري أبطال أوروبّا كالهدف الأوّل والأخير .

وعلى هذه القاعدة، يخوض باريس سان جيرمان الفرنسيّ مباراة موسمه اليوم على أرض بايرن ميونيخ الألمانيّ في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبّا في كرة القدم، باحثاً عن قلب خسارته ذهاباً إلى إنجاز في عقر داره، ومسلّماً قدره إلى الجوهرة الهجوميّة كيليان مبابي ومن خلفه ليونيل ميسّي. ويتعيّن على بطل فرنسا التفوّق على الفريق البافاريّ، لقلب خسارته ذهاباً بهدف لاعبه السابق ونجم الديوك كينغسلي كومان، بغية عدم الإقصاء مجدّداً من الواجهة الأوروبّيّة، على غرار العام الماضي عندما ودّع الـ"تشامبيينز ليغ" أمام ريال مدريد الإسبانيّ في دور الـ16. وعلى عكس الفريق الباريسيّ، يعيش  بايرن ميونيخ أفضل أيّامه، مع تألّق مهاجمه الكاميرونيّ إريك ماكسيم تشوبو-موتينغ بطريقة مميّزة جدّاً بتسجيله أربعة أهداف في آخر سبع مباريات، إلى جانب الأهداف الخمسة الأخرى للفرنسيّ كينغسلي كومان، علماً أنّ الأخيرين حملا سابقاً، وللمفارقة، ألوان باريس سان جيرمان (وهذا ما يسجّل في خانة إخفاقات عمليّة انتقاء الفريق الباريسيّ للاعبيه). ويخوض الفريق البافاريّ منافسة ناريّة مع بوروسيا دورتموند على صدارة البوندسليغا الّتي هيمن عليها في السنوات العشرين الأخيرة، وعزّز صفوفه لمهمّة دوري أبطال أوروبّا بقائد خطّ الدفاع الهولنديّ ماتيس دي ليخت، وجوهرة فريق ليفربول المهاجم السنغاليّ ساديو مانيه الّذي سيكون اليوم جاهزاً لمساندة الفريق الألمانيّ بعد غيابه عن مواجهة الذهاب بسبب الإصابة.

من ناحيته، وبعد إقصائه من مسابقة الكأس أمام خصمه اللدود مرسيليا، سيبقى لباريس سان جيرمان الفريق الأغنى في العالم والمملوك قطريّاً، في حال السقوط يبقى له ساحة الدوري المحلّيّ فقط والتي يعتبرها جمهوره بالمحسومة سلفاً لفارق المستوى والميزانيّة بينه وبين الآخرين وبالتالي لن تسجّل في خانة النجاح لإدارته، وذلك طبعاً في حال توديعه الليلة المسابقة القاريّة الأولى الّتي يلهث وراءها الباريسيّون عبثاً منذ أكثر من عشر سنوات .

وفي حال السقوط، سيكون وقع إقصاء الفريق الباريسيّ من البطولة الأوروبّيّة مزلزلاً وليس فقط على رئيس جهازه الفنّيّ كريستوف غالتييه الآتي هذا الموسم مع المدير الرياضيّ البرتغاليّ لويس كامبوس بل قد يدقّ للمرّة الأولى أبواب إدارته، وعلى رأسها الرجل القويّ في باريس سان جيرمان وراسم هندسته القطريّ ناصر الخليفة... وللحديث تتمّة .