خالد مجاعص

لم تأت الرياح الباريسيّة كما اشتهت سفنها. فقد تابع فريق عاصمتها باريس سان جيرمان سلسلة خساراته بتلقّيه خسارة جديدة هي الثالثة في أسبوع واحد بسقوطه في دوري أبطال أوروبّا لكرة القدم. ففي ليلة دراماتيكيّة عاشها ليل أمس الثلاثاء ملعب الـ"بارك دي برينس" في باريس، أنجز فريق بايرن ميونيخ الألمانيّ مهمّته بنجاح كبير، وقطع خطوة بالغة الأهمّيّة نحو بلوغ دور الربع النهائيّ في دوري أبطال أوروبّا، إثر فوزه المستحقّ خارج قواعده على حساب مضيفه باريس سان جيرمان، بنتيجة 1-0.

 وفي مجريات المباراة، أطبق الفريق الألمانيّ سيطرته المطلقة على أجواء الشوط الأوّل وخلق فرصاً عدّة أمام المرمى الباريسيّ، بينما لم يسدّد باريس سان جيرمان على مرمى الفريق البافاريّ سوى مرّة واحدة بمحاولة خجولة من الأرجنتينيّ ليونيل ميسي من ضربة حرّة.

ومع انطلاق الشوط الثاني، جاء الهدف الوحيد في المباراة في الدقيقة الـ53، بأقدام فرنسيّة بفضل نجم البايرن اللاعب السابق في صفوف الفريق الباريسيّ كينغسلي كومان الّذي قابل عرضيّة الكنديّ ألفونسو ديفيز من اليسار بتسديدة مباشرة مرّت من تحت يدي الحارس الإيطاليّ دوناروما.

و بعد الهدف الأوّل، بقي الفريق البافاريّ هو الطرف الأفضل في معظم فترات الشوط الثاني، حيث أنقذ الحارس الإيطاليّ لباريس سان جيرمان ثلاث فرص أكيدة، وكذلك صدّ القائم الفرنسيّ هدفاً أكيداً للفريق الألمانيّ. وفي الدقائق العشر الأخيرة، استفاق الفريق الباريسيّ من خلال نجمه كيليان مبابي الّذي دخل بديلاً في الدقيقة الستّين من اللقاء، فحرّك ألعاب فريقه وسجّل هدفاً ألغاه الـ"فار" بسبب كشفه لوضعيّة تسلّل.

وبفوز بايرن ميونيخ، يبقى للفريق الفرنسيّ فرصة ستكون شبه مستحيلة للتأهّل إلى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبّا وهي التفوّق بهدفين على الفريق الألمانيّ في مباراة العودة بعد ثلاثة أسابيع في ميونيخ. وسيكون الفريق الباريسيّ عرضة في الساعات المقبلة لحملة انتقاد كبيرة مع تعرّضه لثلاث خسارات متتالية في أسبوع واحد، على الرغم من ضمّه أفضل ثلاثيّ في العالم مبابي، ميسي ونيمار.

والملفت أيضاً أنّ الفريق الباريسيّ تعرّض لخمس هزائم في عام 2023 في 11 مباراة خاضها إلى اليوم، بينما لم يخسر الفريق الباريسيّ طوال عام 2022 سوى 4 مباريات فقط في 47 مواجهة خاضها في البطولات الرسميّة الّتي شارك فيها.

وأمام كلّ ذلك، ما هو مؤكّد أنّ باريس سان جيرمان ليس في أفضل أحواله أبداً، وفي حال خروجه من مسابقة دوري الأبطال، ستخرج عندها إلى العلن أزمته الداخليّة غير الظاهرة إلى اليوم، وقد تتدحرج  عندها الأمور ككرة الثلج وتطال معها رؤوساً كبيرة بين إداريّيه ولاعبيه أيضاً.