خالد مجاعص

ما يكتب لفريقي مدينة مانشستر غير مسبوق. فمدينة كرة القدم الانكليزية التي  تضم أشهر ناديين من المدينة نفسها في تاريخ كرة القدم تعيش لحظات تاريخية  قد ترسم مستقبل معاكس تماما بينهما. ففريق مانشستر يونايتد أمام مستقبل باهر كلياً بينما جاره اللدود فريق مانشستر سيتي أمام نفق مظلم تماماً.

فمن جهة الشياطين الحمر، يبدو أن مستقبل اليونايتد قد يكون مفروش بالورود القطرية. فبعد أن حققت قطر بشهادة العالم أجمع أفضل نسخة لكأس العالم في كرة القدم في تاريخ اللعبة، وبعد أن حوّلت فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان المملوك قطرياً إلى قوة ضاربة تضم نجوم اللعبة وفي مقدمتهم الثلاثي ليونيل ميسي، نيمارو كيليان مبابي، ها هي اليوم تستعد لشراء أحد أعرق أندية العالم في كرة القدم النادي الانكليزي الشهير مانشستر يونايتد .

فقد كشفت تقارير صحافية إنجليزية، عن اهتمام دولة قطر بشراء نادي مانشستر يونايتد بعدما أعلنت العائلة المالكة نيتها في بيع النادي وذلك في شهر تشرين الثاني الفائت نقلًا عن صحيفة "الغارديان" أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر مهتم بشراء نادي مانشستر يونايتد، ولكنه يقدر النادي بقيمة أقل من السعر الذي حددته عائلة جليزر. وأضافت أن أمير قطر حدد 4.5 مليار جنيه إسترليني من أجل شراء يونايتد، ولكن عائلة جليزر المالكة للنادي تقدر بيعه بـ6 مليارات جنيه إسترليني.. وكانت طرحت عائلة جليزر المالكة لمانشستر يونايتد بيع النادي في تشرين الثاني معلنة أنها "تبدأ عملية لاستكشاف البدائل الاستراتيجية"، مما قد ينهي ملكية النادي والتي استمرت نحو 17 عامًا. ويبدو أن الأيام المقبلة قد تشهد وتيرة سريعة جداً نحو إنهاء أغلى صفقة بيع لناد رياضي في العالم.

من ناحية معاكسة تماماً، يلف الغموض مستقبل مانشستر سيتي حيث أعلنت رابطة الدوري الانكليزي في الساعات الماضية عن انتهاكات ارتكبها مانشستر سيتي، تتعلق بخرق العديد من القواعد المالية في المسابقة، وأحالت  الوقائع إلى لجنة خاصة للتحقيق، ومن ثم إصدار حكم نهائي في القضية

وأمام تلك الواقعة، ذكرت تقارير صحافية موثوقة أن هناك الكثير من الخروقات المالية وقع فيها  السيتي خلال مشاركاته في البطولة، وهو ما جرى رصده، ومن ثم إعداد ملف يشمل كل الوقائع والانتهاكات المنسوبة ضد الفريق السماوي.

وفي حال ثبتت وقائع  إدانة مانشستر سيتي  في الاتهامات الموجهة إليه، فإنه سيكون مهدداً في مرحلة أولى آنية بخصم نقاط عديدة من رصيده في الدوري الإنجليزي، كما يمكن أن ترى اللجنة في مرحلة ثانية  ضرورة هبوطه إلى الدرجة الأدنى إذا كانت المخالفات جسيمة

وفي كلا الحالتين سيعني كل ذلك استحالة اشتراك نادي البلوز في دوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي، كما سيخسر النادي الكثير من عوائد البث والرعاية المنتظرة باعتباره من الأندية التي تحصل على أموال ضخمة نتيجة المراكز المتقدمة التي يحرزها.

وبهذا ستكون الأيام المقبلة فاصلة ومصيرية لتاريخ الناديين التي يبدو أن طريقهما للمرة الأولى منذ عقود ستكون معاكسة تماماً وستترك آثار وذيول كبيرة داخل وخارج مدينة كرة القدم الأوروبية الأولى مدينة مانشستر.