تحوّلت أزمة "النار تحت الرماد" الّتي تعصف في أروقة الاتّحاد الفرنسيّ لكرة القدم، والّتي أشرنا إليها في تقرير متكامل عبر موقع "الصفا نيوز" في تاريخ 10 كانون الثاني 2023 الى كرة ثلج متدحرجة، بحيث قد تكون لها انعكاسات سريعة عنوانها الرئيسيّ "من سيدفع الثمن في تورّط رئيس الاتّحاد الفرنسيّ لكرة القدم نويل لو جريه في الإساءة للنجم زين الدين زيدان". وقد كشفت اليوم صحيفة "ليكيب" الفرنسيّة أنّ مجلس الأخلاق في اتّحاد كرة القدم الفرنسيّ طالب رئيسه لو جريه بالاستقالة فوراً من منصبه.
فعلى أثر العاصفة التي تسبّب بها الحديث الصحافيّ الّذي أجراه رئيس الاتّحاد الفرنسيّ نويل لو جريه والردود الهائلة من قبل عدد من اللاعبين والصحافيّين والمشجّعين عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، اضطرّ رئيس اتّحاد كرة القدم الفرنسيّ إلى تقديم اعتذار رسميّ عمّا قاله بحق المدير الفنّيّ السابق لريال مدريد وأسطورة الكرة الفرنسيّة زين الدين زيدان، حيث قال لو جريه في مقابلة مع شبكة راديو "مونت كارلو": "لا يهمّني أين يذهب زيدان، فهو حرّ في خياراته، هل حاول زيدان الاتّصال بي؟ بالتأكيد لا، حتّى أنّني لن أرفع الهاتف لأردّ عليه".
ونقلت الصحيفة الفرنسيّة الأوسع انتشاراً في أوساط محبّي الرياضة في فرنسا "ليكيب" على لسان رئيس مجلس إدارتها باتريك انطوان قوله: "يجب أن يستقيل رئيس الاتّحاد من أجل المصلحة العليا للكرة الفرنسية"، وأضاف: "ما قاله رئيس الاتّحاد الفرنسيّ بشأن زيدان، يؤكّد أنّه فقد الكثير من صوابه العقليّ".
و كانت كلمات لو جريه قد تسبّبت بثورة غضب عارمة بين نجوم الكرة الفرنسيّة، حيث انتقد مهاجم فريق باريس سان جيرمان كيليان مبابي ما قاله رئيس الاتّحاد، واستنكرت وزيرة الرياضة الفرنسيّة أميلي أوديا كاستيرا تصريحات نويل لو غريه، وطالبته بتقديم اعتذار علنيّ لزين الدين زيدان.
وتزامنت تلك العاصفة مع إعلان حارس مرمى وقائد منتخب فرنسا هوغو لوريس، ليل الثلاثاء، اعتزاله اللعب دوليّاَ، في حديث إلى الصحيفة نفسها. وقال لوريس (36 عاماً) للصحيفة الفرنسيّة: "ليس من السهل إعلان ذلك، لكن بعد 14 عاماً دافعت فيها عن هذا القميص الذي ارتديته بكلّ فخر، أعتقد أنّني وصلت إلى النهاية". وتابع: "لقد فكّرت في هذا الأمر (الاعتزال) بعد نهاية كأس العالم، واليوم قد وصلت اللحظة التي قرّرت فيها تسليم المشعل".
فهل توقيت اعتزال هوغو لوريس في خضمّ الأزمة المستجدّة داخل الاتّحاد الفرنسيّ مجرّد صدفة أم أنّ كابتن فرنسا له أهداف أخرى مخفيّة لنهاية حقبة والدخول في حقبة جديدة كلّيّاً. من هنا، فإنّ الساعات المقبلة قد تشهد أحداثاً متتالية قد تبدأ بالإعلان الرسميّ عن استقالة لوغريه والّتي قد لا تنتهي بـ"أمّ المفاجأت"، في احتمال أن يعيد ديدييه ديشان النظر في قبوله تجديد الاتّحاد الفرنسيّ له كمدير فنّيّ لمنتخب الديوك حتّى عام 2026 .