على الرغم من أنّ المنتخب الفرنسيّ ظهر كأفضل منتخبات العالم في كرة القدم في الألفيّة الثالثة، وعلى الرغم من أنّ الديوك أحرزوا في السنوات الثماني الأخيرة لقب كأس العالم في روسيا في عام 2018 ومركز الوصيف في كأس العالم في قطر بعد نهائي تاريخيّ أمام الأرجنتين لم يحسم الّا بضربات الجزاء، إلّا أنّ ما يجري في كواليس إدارة المنتخب والجهازالفنّيّ لا يبشّر بالخير.

ففي الساعات الأخيرة، خرج إلى العلن ما كان يهمس سرّاً في مكاتب مقرّ الاتّحاد الفرنسيّ لكرة القدم وأروقته، على خلفيّة تجديد عقد المدرّب الحاليّ ديدييه ديشان كمدير فنّيّ للمنتخب حتّى نهاية عام 2026. وخرجت الأمور إلى العلن عندما سُئل رئيس الاتّحاد الفرنسيّ  نويل لوغريت عن تعليقه بأنّ أيقونة فرنسا في كرة القدم زين الدين زيدان  سيدرّب الآن المنتخب البرازيليّ بدلاّ من المنتخب الفرنسيّ، فأتى ردّ رئيس الاتّحاد سلبيّاً جدّاً تجاه زيدان بقوله: "أنا لا أبالي. يمكنه الذهاب إلى أيّ مكان يريد". وأضاف لوغريت: "زيدان يفعل ما يريد، هذا ليس من ضمن عملي. لم ألتقِ به، لم نُفكّر أبداً في الانفصال عن ديدييه. يمكنه الذهاب حيث يريد… هل حاول زيدان الاتّصال بي؟ بالتأكيد لا، حتّى أنّني لن أرفع الهاتف لأردّ عليه".

وكانت تلك الكلمات التي أعلنها لراديو مونتي كارلو كفيلة بأن تكون بمثابة الشرارة التي أشعلت  النار من تحت الرماد، فانهالت الردود على انتقادات لوغريت اللاذعة في حقّ زيدان الذي له شعبيّة واسعة وسط لاعبي منتخب فرنسا. وجاءت أبرزها لنجم المنتخب الأوّل كيليان مبابي الذي كتب عبر حسابه على تويتر بعد بثّ مقابلة لوغريت: "زيدان هو فرنسا، لا يجوز تقليل الاحترام بهذا الشكل في حقّ أسطورة."

ونالت تغريدة مبابي تفاعلاً واسعاً من متابعيه الّذين دعموا موقفه في الدفاع عن أسطورة فرنسا السابق. بدورها، ردّت وزيرة الرياضة الفرنسيّة إميلي أوديا كاستيرا على تصريحات لوغريت، قائلة إنّ "رئيس أكبر اتّحاد رياضيّ في البلاد تجاوز الحدود"، لتكون واحدة من العديد من السياسيّين الّذين ردّوا على هذه التصريحات.

ردود الفعل على تصريحات لوغريت تجاوزت فرنسا إلى إسبانيا والعالم ، حيث أصدر ريال مدريد بياناً رسميّاَ للردّ على التصريحات ضدّ نجمه ومدرّبه السابق، قال فيه: "يعرب النادي عن أسفه للتصريحات المؤسفة التي أدلى بها رئيس الاتّحاد في شأن زيدان، أحد أكبر أساطير الرياضة العالميّة".

وكان زيدان الّذي قاد منتخب الديوك لإحراز أوّل كأس عالم في عام 1998، أوّل مدرّب أيضاً يفوز بلقب دوري أبطال أوروبّا 3 مرّات متتاليّة، عندما كان مدرّباً لريال مدريد في فترته الأولى من عام 2016 إلى عام 2018، لكنّه فضّل الرحيل بشكل غير متوقّع عن النادي بعد التتويج الثالث على حساب ليفربول، قبل أن يعود في شهر آذار عام 2019 ليقود الملكيّ لفترة ثانية استمرّت حتّى عام 2021.