خصّت مدينة الرياض نجمها البرتغاليّ كريستيانو رونالدو باستقبال ملوكيّ وحفاوة لم يحظَ بها أيّ زائر لأراضي المملكة على هذا المستوى الجماهيريّ من قبل. وتزيّنت الشوارع الرئيسيّة في العاصمة السعوديّة الرياض، بلوحات كبيرة مضيئة حملت صور رونالدو بقميص النصر الأزرق والأصفر مع كلمات "هلا رونالدو".
وسار رونالدو بين صفّين من الأطفال والفتيات الّذين ارتدوا قمصان النصر داخل ملعب النصر في العاصمة السعوديّة، حيث غصّ بالمشجّعين، فيما أُطلقت الألعاب الناريّة ودوّت صيحات الجماهير "رونالدو رونالدو". وحمل كثيرون من الجمهور أعلاماً صفراء كتب عليها بالأخضر "رونالدو" ورقمه المميّز "7"، فيما لوّح البعض بأعلام بلده البرتغال.
وقال رونالدو للجمهور: "سأبذل قصارى جهدي لإسعادكم"، قبل أن يوقّع على سبع كرات ويركلها نحو المدرّجات، فيما أعطى الكرة الأخيرة لطفلة في المدرّجات بيديه.
والتحقت أسرة رونالدو به على منصّة أقيمت في وسط الملعب، وهتف الجمهور باسم صديقته الإسبانيّة-الأرجنتينيّة جورجينا رودريغز التي وضعت عباءة سوداء طويلة مفتوحة فوق ملابسها.
وأثارت الصفقة الأهمّ في السعوديّة والخليج حماسة غير مسبوقة لدى الجمهور الذي توافد منذ الساعات الأولى لإعلانها إلى متجر النادي لطباعة اسم رونالدو على قمصان الفريق الصفراء والزرقاء. ونفدت قمصان الفريق من المتجر قبل مرور 24 ساعة على ضمّ النجم البرتغاليّ. وزاد حساب النادي على إنستغرام ملايين المتابعين في غضون ساعات قليلة.
وكان رونالدو وصل وأسرته ومرافقوه مساء الثلاثاء إلى الرياض على متن طائرة خاصّة.
من ناحية أخرى، وبعد الأداء الرائع الذي قدّمه منتخب المغرب في مونديال قطر، حيث سرق أسود الأطلس الأضواء من المنتخبات الرنّانة، وأقصوا كلّاً من بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، تحوّل المغرب إلى وجهة جديدة لسوق انتقالات اللاعبين إلى أبرز الأندية الأوروبيّة.
فبين عشرة لاعبين ممّن خطفوا الأنظار في مونديال قطر وارتفعت أسهمهم بسبب تألّقهم غير المسبوق في نهائيّات كأس العالم، ومن بينهم الفرنسيّ أوريليان تشواميني والإنكليزيّ بوكايو ساكا ومواطنه جود بيلينغهام والهولنديّ لتو غاغبو الّذي انتقل في نهاية الأسبوع الماضي، برز لاعب المغرب عزّ الدين أوناجي الّذي ارتفعت قيمته الانتقاليّة في أقلّ من شهر إلى نحو 13 مليون دولار أميركيّ بزيادة قدّرت بخمسة أضعاف عمّا كانت عليه قبل المونديال. ولم يكن أوناجي اللاعب الوحيد في المغرب في لائحة النجوم الّذين حلّقت قيمتهم الانتقاليّة بعد كأس العالم، حيث برز اسم سفيان أمرابط أيضاً، وتجاوزت قيمته الانتقاليّة الثلاثين مليون دولار أميركيّ أي ضعفي ما كانت عليه قبل مونديال قطر.
فبين انتقال رونالدو إلى المملكة العربيّة السعوديّة والارتفاع الجنونيّ لقيمة السوق الانتقاليّة لنجوم المغرب عامل مشترك أكيد وهو أنّ كرة القدم العربيّة بعد مونديال قطر هي مختلفة تماماً عمّا كانت عليه قبله.