هل يكون الفرنسيّ زين الدين زيدان ضالّة البرازيل ومخلّصها. فعلى الرغم من أنّ "السيليساو" هو صاحب المقام الأوّل في كأس العالم مع 5 ألقاب، وعلى الرغم من كونه المنتخب الأشهر والأعرق على صعيد العالم والذي يضمّ بصفوفه أبرز أسماء نجوم اللعبة، فإنّه لم ينجح في الفوز باللقب منذ 20 عاماً، حيث كانت المرّة الأخيرة في كوريا الجنوبيّة واليابان في عام 2002.

فمع سقوط البرازيل في شكل دراماتيكيّ أمام كرواتيا في الدور الربع النهائيّ من مونديال قطر بمفاجأة مدوّية على الرغم من تقدّمه لأكثر من ثمانين دقيقة وسيطرته المطلقة على اللقاء، كانت نتيجة السقوط الاستقالة السريعة لمدرب المنتخب أدينور ليوناردو باتشي المعروف بـ"تيتي"، حيث قال: "تلقّينا هزيمة مؤلمة، هذه نهاية مشواري مع المنتخب البرازيليّ، لست ممثّل دراما ولن أتراجع عن كلامي".

كلمات المدرّب تيتي جاء وقعها على أرض بلاد الريو بمثابة "زلزال" ، فبعد إخفاقه، خرج إلى العلن ما كان يهمس به في القاعات المغلقة، وهو اتّجاه الاتّحاد البرازيليّ لكرة القدم إلى التعاقد مع مدرّب أجنبيّ لقيادة السيليساو في خطوة غير مسبوقة، كون البرازيل لم تعرف سوى مرّة واحدة في تاريخها ولمباراة واحدة مدّرباً للسيليساو من خارج حدودها من أصل 33 مدرّباً توالوا على قيادة منتخب الخمس نجوم.

من هنا، قد يكون المدرّب الفرنسيّ زين الدين زيدان الأجنبيّ الوحيد الحقيقيّ في قيادة تشكيلة  السيليساو المقبلة حتّى عام 2026. وبحسب صحيفة "ليكيب" الرياضيّة الفرنسيّة، فإنّ مدرّب ريال مدريد السابق يظلّ هو الخيار الأمثل، خصوصًا وقد فاز بدوري الأبطال مع الفريق الملكي ثلاثة أعوام متتالية هي الـ2016 والـ2017 والـ2018، كما يحظى بدعم شخصيّات مؤثّرة مثل الهدّاف التاريخيّ ونجم مونديال 2002 رونالدو.

علاوة على كلّ ذلك، يعرف زيدان جيّداً عدداً من اللاعبين البرازيليّين الحاليين مثل فينيسيوس جونيور وإيدير ميليتاو وكاسيميرو، الّذين سبق ولعبوا تحت قيادته في الفريق الإسبانيّ، إلّا أّنّ هناك نقطة سلبيّة وحيدة في ملفه، فهو في أذهان كثير من البرازيليّين الشخص الذي قاد فرنسا للفوز على السيليساو في نهائيّ مونديال 1998 ثمّ في ربع نهائيّ مونديال 2006.

وفي حال تمّت الاستعانة به، سيكون زيدان المدرّب الأجنبيّ الأوّل للمنتخب البرازيليّ منذ الأرجنتينيّ فيلبو نونييز عام 1965، وسيعلّق عليه راقصو السامبا آمالاً عريضة في رحلة البحث عن النجمة السادسة الغائبة منذ آخر مونديال توّج به الفريق اللاتينيّ في عام 2002 تحت إمرة لويز فيليبي سكولاري.

وقد تراجعت نسبة رفض البرازيليّين لفكرة تولّي مدرّب أجنبيّ لتدريب  البرازيل إلى 48 في المئة من 55 في المئة في تمّوز الماضي، في الوقت الذي يركّز فيه اتّحاد كرة القدم على البحث من خارج البلاد عن خلف لـ "تيتي".

وتاريخيّاً، كان سيلفيو لاغريرشا أوّل مدرّب في تاريخ البرازيل في انطلاقة مشوارها على الصعيد العالميّ عام 1914. أمّا أشهر المدرّبين الّذين قادوا المنتخب فهو الإمبراطور ماريو زاغالو  (82 عاماً) وهو أكثر مدرّب قاد البرازيل في كؤوس العالم، وأكثر مدرّب قاد المنتخب في تاريخ البلاد، إذ كان مدرّباً في ثلاث مونديالات في أعوام 1970 و1974 و1998 وقاد السيليساو في 139 مباراة.