ما تشهده البطولات الوطنيّة الأوروبّيّة الكبرى هذا الموسم من مفاجآت غير متوقّعة في ترتيب بطولاتها، وما شهده هذا الـ"ويك أند" من جنون في مواجهاتها ونتائج أقرب إلى الخيال من الواقع، شكّلا حدثاً غير مسبوق في تاريخ كرة القدم، من إسبانيا إلى إنكلترا مرورًا بألمانيا ليطلق عليه أنّه عن حقّ شتاء التغييرات في موازين القوى في كرة القدم الأوروبّيّة.

فليل الأحد، كرّس فريق جيرونا غير المعروف أبدًا تفوّقه على كلّ الفرق الكبيرة في الليغا الإسبانيّة وتربّع على صدارة بطولتها بعد 16 مرحلة وليس بالصدفة مع 41 نقطة بفارق نقطتين عن ريال مدريد في المركز الثاني وبفارق 7 نقاط عن أتلتيكو مدريد الثالث و7 نقاط أيضاً عن برشلونة الرابع.

فمن كان ليتوقّع هذا السيناريو الخياليّ في إسبانيا بتصدّر فريق جيرونا الّذي لا يتعدّى مجموع ميزانيّته ميزانيّة لاعب واحد من برشلونة أو ريال مدريد.

كلّ ذلك في مكان وفوز جيرونا في ساعة متأخّرة من ليل أمس الأحد على برشلونة وفي عقر دار برشلونة وأمام جمهور الأخير هو في مكان مختلف كلّيًّا. فقد فاز فريق جيرونا ليل الأحد للمرّة الأولى في تاريخ كلّ البطولات الإسبانيّة الرسميّة على برشلونة وبنتيجة نهائيّة 4-2 بعد مباراة مثيرة جدًّا هي الأجمل في البطولة الإسبانيّة هذا الموسم تمكّن خلالها فريق جيرونا المغمور أن يتقاسم استحواذ الكرة مع مضيفه وأن يفرض إيقاعه أيضًا من دون أيّ عقدة نقص ويبادر إلى الهجمالت المرتدّة الرائعة ليهزّ شباك الفريق الكاتالونيّ 4 مرّات ويحوّل ليلته إلى جحيم حقيقيّ انعكس على مجموع نقاطه في ترتيب الليغا فابتعد خلف خصمه اللدود ريال مدريد خمس نقاط وخلّف مفاجأة المفاجآت جيرونا صاحب الصدارة سبع نقاط.

هذا في إسبانيا، أمّا في ألمانيا فقد تعرّض فريق بايرن ميونيخ نهاية الأسبوع إلى سقوط مدوٍّ أمام الفريق المتواضع إنتراخت فرانكفورت بنتيجة كبيرة جدًّا 5-1، خسارة جاءت أقرب إلى الكابوس للاعبي الفريق البافاريّ عشيّة مباراته في دوري الأبطال الـ"تشامبيينز ليغ" أمام مانشستر يونايتد الجريح مساء غد الثلاثاء في مانشستر.

فالفريق البافاريّ الّذي فقد بسقوطه الكبير صدارة الدوري الألمانيّ البوندسليغا لمصلحة بايرن ميونيخ كان اعتقد أنّ رحلته إلى فرانكفورت أقرب إلى الاستجمام من المواجهة، ليتفاجأ عند انطلاقها بأنّها تحوّلت إلى جحيم حقيقيّ بتلقّيه خمسة أهداف في شباكه بنتيجة هي الأسوأ للبايرن في السنوات العشر الأخيرة له في كلّ البطولات الرسميّة في ألمانيا.

ومن ألمانيا إلى إنكلترا، حيث أطاح فريق أستون فيلا المتواضع بتاريخه في المنافسة في البطولات الإنكليزيّة بصاحب الصدارة الأرسنال ليل السبت بعدما كان أطاح هو أيضاً بفريق مانشستر سيتي ليل الأربعاء. فأسقط أستون فيلا بظرف 72 ساعة كلّاً من المتصدّر ووصيفه وأهدى صدارة الدوري الإنكليزيّ الـ"بريميير ليغ" إلى ليفربول الّذي حقّق انتصاره الـ11 في 16 مباراة لم يعرف خلالها الخسارة سوى مرّة واحدة كانت عند انطلاق البطولة في أيلول الماضي.

وبفوز أستون فيلا على الأرسنال 1-0 وبعد إسقاط ليفربول لمضيفه كريستال بالاس 2-1، يكون ليفربول قد انفرد بصدارة الدوري أمام الأرسنال الثاني وأستون فيلا الّذي صعد بمفاجأة كبيرة إلى المركز الثالث أمام مانشستر سيتي بطل الدوري الإنكليزيّ .

تبقى الإشارة إلى أنّ لقاء ليفربول وكريستال بالاس شهد تسجيل محمّد صلاح هدفاً هو الـ150 له في الدوري الإكليزيّ ليكون قد أصبح بين أفضل عشرة هدّافين اجتازوا رقم الـ150 هدفًا في تاريخ البطولة الإنكليزيّة ويكون أوّل لاعب عربيّ أو إفريقيّ يحقّق هذا الإنجاز.