انطلقت فعاليات القمّتين (القمّة العربية غير العادية والقمّة الإسلامية الاستثنائية)، اللتين تحوّلتا إلى قمّة واحدة، إذ افتتح وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعمال القمّة بتأكيد رفض الرياض القاطع للحرب في فلسطين.

وقال بن سلمان في كلمته الافتتاحية: "إنّنا أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حدّ للانتهاكات الإسرائيلية لتبرهن على ازدواجية المعايير"، مضيفاً: "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتحمّل مسؤولية الانتهاكات ضدّ المدنيين بغزة".

ومن جهته، شدّد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أنّ الشعب الفلسطيني في غزّة يتعرّض لإبادة جماعية على يد قوات الاحتلال.

وقال ابو الغيط في كلمة له: "لن نسمح بتمكين الاحتلال من تهجير الشعب الفلسطيني مرّة ثانية من أرضه"، مضيفاً: "العالم كلّه يؤيّد حلّ الدولتين ما عدا إسـرائيل".

وتابع: "هناك حقد إسرائيلي ضدّ سكّان غزة الصامدين، و مجلس الأمن الدولي فشل في اتّخاذ قرار بسبب مواقف دول معينة". 


وقائع القمة مباشرة 


وأعلنت المملكة العربية السعودية صباح اليوم، أنّه استجابةً للظروف الاستثنائية التي يشهدها قطاع غزة في فلسطين، وبعد تشاور المملكة مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ فقد تقرّر عقد "قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية"، بشكلٍ استثنائي في الرياض اليوم السبت، عوضاً عن "القمة العربية غير العادية" و"القمة الإسلامية الاستثنائية" اللتان كانتا من المُقرر أن تُعقدا في التاريخ نفسه؛ حيث يأتي ذلك استشعاراً من قادة كلّ الدّول لأهمّية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحّد يُعبّر عن الإرادة العربية - الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطوّرات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصفّ العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها.

واستقبلت الرياض حتّى الساعة، كلّاً من الرئيس السوري بشار الأسد، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، وولي عهد مملكة البحرين سلمان بن حمد آل خليفة، ورئيس وزراء جمهورية أوزبكستان عبدالله أريبوف، رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، العاهل الأردني عبدالله الثاني، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الإندونيسي وغيرهم من القادة والزعماء. 

ويبقى اللافت على صعيد الشكل في هذه القمة، حضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في أول زيارة له إلى السعودية منذ إعلان تطبيع العلاقات السعودية - الايرانية برعاية بكين في آذار الفائت، أمّا المضمون فيبقى مرهوناً بالبيان الختامي للقمّة وبلهجته الحاسمة للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة. 


مجمّع الشفاء الطبي خارج الخدمة والعدو يسعى لإعدام من فيه 

على مقلب آخر، يدخل العدوان الإسرائيلي يومه الـ36 من الحرب على قطاع غزة، ويدخل معه الجيش الاسرائيلي فصلاً جديداً من فصول الإجرام، إذ يكثّف منذ ساعات  القصف على المستشفيات وخصوصاً مجمع الشفاء الطبّي الذي يُعدّ أكبر منشأة صحّية عاملة في القطاع، إلّا أنّ همجيّة القصف أدّت إلى تدمير قسم الجراحة في المستشفى، وخروج قسمي العناية المركزة والأطفال عن العمل واشتعل حريق في قسم الكلى جرّاء القصف.

وفي وقت سابق أعلن المتحدّث باسم وزارة الصحّة في غزة، توقّف العمل في المجمّع وخروجه من الخدمة بسبب القصف ونفاد الوقود، بينما أكّد مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية عن قصف الخطّ الرئيسي للأوكسجين، لافتاً إلى أنّ الطائرات المسيرة الإسرائيلية تقصف كلّ من يتحرك في ساحة المستشفى.

وشرح ابو سليمة الواقع المأساوي داخل المجمّع، كاشفاً عن أنّ الجثث مكدّسة، ولا يوجد ماء ولا غذاء ولا إنترنت مع تواصل انقطاع التيّار الكهربائي.

يأتي ذلك في وقت تستمرّ فيه الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية في محاور ومناطق عدّة بالقطاع، حيث أكّد الناطق باسم القسام أنّ عناصر حماس يخوضون معارك ضارية منذ ساعات الفجر ويفجّرون عدداً من الآليات عند محاور ونقاط التقدم.