من كان ليتوقّع أن يتحوّل فوز ألمانيا على فرنسا في كرة القدم ليلة الثلاثاء الفائت إلى معضلة أطاحت بفرص تسمية مدرّب بايرن ميونيخ الألمانيّ جوليان ناجلسمان على رأس الجهاز الفنّيّ لمنتخب الـ"مانشافت".

فتركيز الاتّحاد الألماني لكرة القدم على إصلاح صورة منتخبه الأوّل والّذي تمثّل بأهمّيّة إعادة البسمة إلى جماهير كرة القدم الألمانيّة من خلال وضع حدّ لشبح الإخفاقات المخيّبة للآمال وآخرها سقوط ألمانيا على ملعبها أمام جمهورها وعلى أرضها أمام اليابان المتواضعة بنتيجة 1-4 تمثّل بالانتصار على وصيف بطل العالم منتخب الديوك في دورتمند بنتيجة 2-1.

لكن ما لم تكشفه فرحة الشعب الألمانيّ بإعادة الاعتبار لرياضتها الشعبيّة الأولى كشفته ردّات الفعل لهذا الفوز فجر اليوم وأبرزها مطالبة الجماهير الألمانيّة بالإبقاء على نجم المنتخب السابق رودي فولر على رأس الفريق وتسميته رسميًّا كمدرّب لتشكيلة الماكينات.

وبتلك الهجمة غير المسبوقة للمشجّعين، تراجعت حسابات لجنة المنتخبات في الاتّحاد الألمانيّ وعادت الأمور إلى نقطة الصفر مع إعلان نائب رئيس الاتّحاد الألمانيّ أنّ المفاوضات بين اتّحاد اللعبة وبين مدرّب البايرن ناغلسمان توقّفت كلّيّاً وأنّ حظوظ المدرّب البافاري حاليّاً هي بكلّ بساطة معدومة.

وذهبت الصحف الألمانيّة إلى أبعد من ذلك عبر مطالبتها بتعيين مدرّب لديه خبرة طويلة ولديه حنكة انتشال الفرق الكبرى من الغرق داعيةً إلى تسمية مدرّب ليفربول يورغن كلوب على رأس منتخب المانشافت وهو المدرّب الشعبيّ جدّاً في ألمانيا، بعدما قاد بروسيا دورتمند سابقاً إلى إحراز البوندسليغا والوصول إلى نهائيّ دوري الأبطال وقاد لاحقاً ليفربول إلى جعله قوّة ضاربة في إنكلترا وأوروبّا أطاحت بأبرز ألقاب الـ"بريميير ليغ" وفازت بدوري الأبطال وأضحت من الأبرز في العالم حاليًّا.

وتأتي كلّ تلك الأحداث والتكهّنات لمن سيخلف هانز فليك قبل 8 أشهر فقط من موعد انطلاق دوري أمم أوروبّا – يورو 2024 في ألمانيا، حيث لم يعد يعرف بتاتًا من سيكون المدرّب لمنتخب ألمانيا مع تصاعد أيضًا أسهم اسم جديد لتولّي المهمّة وهو المدرّب الهولّنديّ لويس فان غال الّذي يعتبر من أكثر المدرّبين خبرة في كرة القدم في العالم.

يأتي كلّ ذلك ليزيد من المصاعب في تعيين اسم مدرّب لأعرق منتخب في العالم بعدما عاشت ألمانيا في السنوات العشر الأخيرة كابوسين عبر خروجها من الدور الأوّل في كلّ من النسختين الأخيرتين من بطولة العالم في كرة القدم، وذلك أمام كوريا الجنوبيّة في مونديال روسيا في عام 2018 وأمام اليابان في مونديال قطر في عام 2022. وبالتالي سيكون لغز تسمية مدرّب لألمانيا في الأيّام المقبلة هو الحدث الأوّل في ألمانيا والّذي سيشغل أيضًا كلّ أخبار كرة القدم حول العالم.