أخيراً وبعد إقالة هانس فليك، عادت ألمانيا من بعيد. فقد عوّض منتخب الـ"مانشافت" خيباته المتتالية، وآخرها قبل 72 عندما تعرّض إلى هزيمة مذلّة أمام منتخب اليابان بسقوطه على أرضه وبين جماهيره بنتيجة 4-1 فتحت جراح مونديال قطر، عندما تهاوى ابطال العالم السابقون من دور المجموعات أمام اليابان نفسها.

وقد دخل الألمان مباراتهم الودّيّة ولكن المصيريّة بحيثيّتها، عندما استضافوا الديوك على أرضهم في دورتموند، وهي المدينة الأكثر شغفاً بكرة القدم وبالتشجيع، بعنوان "الحياة أو الموت". وتحوّل ملعب الـ"سيغنال بارك" في دورتمند إلى مدرّجات حملت علم المانشافت ووقفت إلى جانب المدرّب رودي فيلير، مدرّب المباراة الوحيدة.

وبهذا السيناريو، لم تحتج ألمانيا سوى لأربع دقائق لتفتتح التسجيل بواسطة لاعب الخبرة توماس مولر، نجم بايرن ميونيخ، فأراح زملاءه قبل المشجّعين، واستمرّت النتيجة على ما هي عليه حتّى الدقائق الأخيرة من المباراة، إذ إنّ المنتخب الألماني فرض خلال الدقائق التسعين من عمر المباراة نظامًا دفاعيًّا محكمًا أدرجه رودي فيلير كالمفتاح الأساسيّ في تشكيلته.

ومع عدم تمكّن مهاجم الديوك كيليان مبابي من فتح أيّ ثغرة في دفاعات المانشافت ليتسلّل منها، كان المنتخب الألمانيّ يتكافأ بتسجيله هدفاً ثانياً بواسطة مهاجمه ليروي ساني، فأكّد الفوز الألمانيّ بتسجيله الهدف الثاني في الدقيقة الـ87. ومع استعداد حكم المباراة لإنهاء المباراة، اكتفى منتخب الديوك بتسجيل هدف تقليض الخسارة إلى 2-1 من ضربة جزاء "بينالتي" ترجمها بنجاح أنطوان غريزمان، لينتهي اللقاء بفوز ألمانيا 2-1.

وتعتبر تلك النتيجة بمثابة الانتصار الأوّل لمنتخب ألمانيا بعد إقالة هانز فليك فجر يوم الإثنين الماضي. وشهدت المباراة خروج دراماتيكيّ لنجم ألمانيا ونادي برشلونة إيلكاي جوندوجان لإصابة قاسية جدّاً في ظهره، عند اصطدامه بلاعب خطّ وسط فرنسا أدريان رابوي. وخرج محمولاً من قبل الإسعاف وهو يبكي متأثّراً بشكل واضح من قوّة الإصابة. ومع نهاية المباراة، طمأن رودي فيلر نادي رشلونة بأنّ إصابة نجمها في الظهر لم تظهر أيّ كسور.