بعد السائقين ألان بروست في الثمانينات وأيرتون سينا في التسعينيّات، كان الأسطورة مايكل شوماخر يكتب لرياضة المحرّكات تاريخاً جديداً في بداية الألفية الثالثة عندما قاد الفيراري لإحراز لقب بطولة العالم سبع مرّات وحطّم في تاريخه أرقاماً غير مسبوقة لرياضة الفورمولا وان.

وبدءاً من موسم 2009 دخل السائق ذو الأعصاب الجليديّة البريطانيّ لويس هاميلتون إلى الساحة من الباب العريض على متن الصانع الأقوى في تاريخ رياضة المحرّكات المرسدس، فأطاحا معاً بكلّ الأرقام القياسيّة وعادل الرقم القياسيّ الّذي يملكه الإمبراطور مايكل شوماخر بتحقيقه أيضاً 7 القاب لبطولة العالم.

إلّا أنّ قدر تلك الرياضة هي أن يطلّ بكلّ زمن اسم جديد وصانع جديد فدخل مع انطلاق موسم الـ2020 الصانع النمساويّ فريق الريد بول ومعه سائقه الأوّل الهولّنديّ ماكس فيرستابن الّذي فرمل نجاحات المرسدس وسمح للريد بول بخطف الصدارة فأحرز لقبي بطولة عالم قبل أن يفرض ابتداءً من هذا الموسم رقماً غير مسبوق في تاريخ رياضة المحرّكات.

فقد حقّق السائق الطائر فيرستابن بعد ظهر أمس الأحد فوزه العاشر على التوالي في بطولة العالم للفورمولا وان على حلبة مونزا في إيطاليا، وذلك على الرغم انطلاقته من المركز الثاني، خلف الإسبانيّ كارلوس ساينز من فريق فيراري، ففيرستابن احتاج إلى عدد قليل من اللفّات حتّى يخطف المركز الأوّل ويفرض سيطرته، مع رفع الفارق بشكل متسارع ووضع نفسه بعيداً من المنافسة، على الرغم من محاولة ساينز إعاقته، ولكنّ محرّك ريد بول صنع الفارق مجدّداً.

وبفوزه في إيطاليا، حقّق الهولّنديّ الفوز رقم 10 هذا الموسم على التوالي، لينفرد بالرقم القياسيّ العالميّ في عدد الانتصارات المتتالية، والّذي كان يتقاسمه مع الألمانيّ سيباستيان فيتيل سائق ريد بول سابقاً.

وبفوزه أيضاً وبطريقة ثابتة جدّاً، أظهر فريق الريد بول في إيطاليا تفوّقًا كبيراً أمام بقيّة الصانعين بمن فيهم أصحاب الضيافة فريق الفيراري، وقد حقّق الهولّنديّ الفوز رقم 12 هذا الموسم، حيث فاز زميله في الفريق سيرجيو بيريز بمرحلتين، لتفرض سيّارة ريد بول سيطرة كاملة على منافسات بطولة العالم هذا الموسم بنتائج للتاريخ، باعتبار عدم قدرة كلّ السيّارات على الصمود إلى حدّ الآن. كما أنّ فيرستابن أصبح أوّل سائق يفوز في مونزا مرّتين على التوالي منذ عام 2019.

ومع سيطرة ريد بول المطلقة على حلبة مونزا، انحصر التنافس خلال هذه المرحلة على من سيخطف المركز الثاني بين سائقي فريق الفيراري كارلوس ساينز وشارل لوكليرك، مع سيرجيو بيريز، حيث كان الفارق بينهم بسيطًا للغاية، ولكنّ محرّك ريد بول منح بيريز الأفضليّة في نهاية السباق، حيث تمكّن من تخطّي لوكليرك في مرحلة أولى ثمّ ساينز في مرحلة ثانية ليتوّج في المركز الثاني أمام السائق الإسبانيّ الّذي اكتفى بالمركز الثالث.