حقّق المنتخب المغربيّ بقيادة مدرّبه الوطنيّ وليد الركراكي ما فشلت في تحقيقه منتخبات إفريقيّة وعربيّة في تاريخ مباريات المونديال منذ عام 1930، وبات أوّل من يبلغ دور النصف النهائيّ بين كل منتخبات القارّة الإفريقيّة ومنتخبات الدول العربيّة، وقد خرج أسود الأطلس من النصف النهائيّ أمام فرنسا مرفوعي الرأس بعد أداء رائع أقلّ ما يقال عنه إنّه كاد ليسمح لهم باجتياز أبطال العالم لو كتب لمهاجميه التوفيق.
[caption id="attachment_1030" align="aligncenter" width="280"] مدرّب المنتخب الوطنيّ وليد الركراكي[/caption]فقد سطّر المغرب اسمه في سجلّ كأس العالم بأحرف من ذهب، وستكون نتائجه غير المسبوقة الّتي حقّقها في مونديال قطر بتخطّيه أقوى منتخبات العالم كمنتخب بلجيكا بقيادة أفضل لاعب في البطولات الأوروبّيّة دو بروون، ومن ثمّ منتخب إسبانيا بطل العالم في نسخة الـ2010، إضافة إلى منتخب البرتغال ونجمه كريستيانو رونالدو في الربع النهائيّ بإنجاز غير مسبوق ليبلغ الدور النصف النهائيّ. وبذلك، تكون المشاركة السادسة لأسود الأطلس في العرس العالميّ ناجحة بكلّ المقاييس، فقد كانوا أحد المنتخبات الثلاثة الّتي جمعت سبع نقاط في الدور الأوّل (مع هولّندا وإنكلترّا)، وحقّقوا فوزين متتاليين في المونديال للمرّة الأولى في تاريخهم، بل حقّقوا ثلاثة انتصارات في نسخة واحدة للمرّة الأولى أيضًا بعدما اكتفوا بفوزين في خمس مشاركات.
وقد أكّد المغرب، بقيادة الركراكي وكلمة سرّه "سير سير" والروح الجماعيّة والقتاليّة للاعبيه منذ بداية البطولة، أنّ أسود الأطلس لديهم التشكيلة الأكثر تكاملاً وتنظيماً، حيث ساهم ذلك في شكل كبير في تخطّيه الدور تلو الآخر، قبل أن يدفع ثمن الإصابات الّتي ضربت صفوفه في الامتحان قبل الأخير، ليكون نجوم المنتخب المغربيّ مع نهاية المونديال القطريّ قد أضحوا الوجهة الأولى للأندية الرنّانة كريال مدريد وبرشلونة ومعها الأندية الإنكليزيّة لتفرش لهم الورود والعروض الماليّة الخياليّة، في محاولة لاستقطابهم بعد أن كانت القارّة الأميركيّة الجنوبيّة هي الوجهة الأولى لتلك الأندية.