تُعد المهرجانات والنشاطات الصيفيّة في لبنان والتي يتجاوز عددها 82 مهرجانًا هذا العام، إحدى أهم الأحداث الثقافية الأكثر شعبية وأهمية للبنان، خاصة على مستوى التفاؤل والأمل بغدٍ أفضل، بالرغم من الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون. بالإضافة الى ذلك، تقدم هذه المهرجانات والنشاطات الكثير للثقافة اللبنانية والسياحة والاقتصاد على حدٍ سواء، على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً، تُعتبر المهرجانات والنشاطات الصيفية في لبنان منصة رائعة للثقافة اللبنانية. إذ تقدم للموسيقيين والفنانين فرصة لعرض مواهبهم وأعمالهم. بالإضافة إلى ذلك، تساهم المهرجانات في الحفاظ على التراث الثقافي للبلاد من خلال الاحتفال بالفنون التقليدية والموسيقى الشعبية وغيرها من الفنون. ومن أبرز المهرجانات التي عقدت أو ستعقد هذا الصيف: مهرجانات بيت الدين الدولية، مهرجان إهدنيّات الدولي، مهرجان إهمج، مهرجانات القبيات الدولية ، مهرجانات بعلبك الدولية، مهرجانات جبيل الدولية، مهرجانات بيبلوس الدولية، مهرجانات البترون الدولية ومهرجانات صور الدولية، إلخ.
ثانياً، تلعب المهرجانات والنشاطات دورًا هامًا في جذب السياح إلى لبنان، حيث توفر ثقافة فريدة للزائرين وتعرفهم على الكثير من الميزات التي يتمتّع بها لبنان. ويمكث العديد من السياح الذين يقصدون البلدات والمناطق التي تقيم المهرجانات والنشاطات في بيوت ضيافة. ويفوق عدد بيوت الضيافة 800 مؤسسة في لبنان وتوفر للسائح تجربة تقليديّة تعكس ثقافة لبنان وتراثه. كما ذكرنا سابقًا، إلى جانب بيوت الضيافة تعرّف المهرجانات السائح على المطبخ اللبناني اللذيذ الذي احتل مراتب متقدّمة بين أفضل المطابخ حول العالم والذي تخطّى عمره الـ500 سنة تقريباً.
ثالثاً، ان هذه المهرجانات تعود بالفائدة على الاقتصاد اللبناني وعلى الحركة الاقتصادية والنقدية. حيث تتمتّع هذه المهرجانات بإقبال كبير، إذ نفدت بطاقات العديد من الحفلات الموسيقية التي تتراوح أسعارها من 20 الى 100$ قبل أشهر من تنفيذها.
وأخيرًا، تقدم المهرجانات الصيفية في لبنان مساحة للمجتمع للتجمع والالتقاء والاحتفال معًا. يجمع هذا الحدث الناس من جميع الأعمار والخلفيات والمناطق لتقاسم تجربة مشتركة، وهو ما يساهم في تعزيز الوحدة والتعاون بين اللبنانيين جميعاً.
بصفة عامة، توفر المهرجانات الصيفية في لبنان فرصة للاحتفال بالثقافة والتراث وتعزيز السياحة وتحفيز الاقتصاد. وهي أيضاً تقدير للفن، والتراث، والتعايش والحياة، التي تجسد جوهر الروح اللبنانية الأصيلة.