ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي خلال الـ48 ساعة الفائتة، بخبر رحيل ابنة بلدة الغازية الجنوبية، الشابّة سالي غدّار إثر صراع مرير مع مرض السرطان. وزاد تفاعل المتابعين مع القضية عقب انتشار خبر صغير مرفق، يزعم بأن المستشفى الذي كانت تتابع المريضة فيه العلاج (أوتيل ديو)، قد احتجز جثمانها مقابل مبلغ مالي مستحق عليها (35 ألف دولار أميركي).
موجة غضب عارمة عمّت منشورات الناشطين عبر مواقع التواصل وأرفقت بصور لـ"سالي، وتعليقات وتعابير تستنكر وتكيل الشتائم للمستشفى من دون التأكّد من صحّة الخبر أو مصدره.
خبر احتجاز الجثمان عارٍ من الصحة
عائلة سالي المفجوعة لم يتسنَّ لها الاطّلاع على ما يدور عبر مواقع التواصل الإجتماعي للتأكيد أو النّفي سريعاً.
وبدورنا تواصلنا مع إحدى صديقات "سالي" التي نفت الخبر جملةً وتفصيلاً، معربةً عن انزعاجها من تداول هذا النوع من الأخبار بهدف لفت النظر وجذب اهتمام الناشطين عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
تزامناً، نشرت زينب غدار شقيقة سالي، مقطع فيديو عبر حسابها الخاص على الفيسبوك توضح فيه حقيقة ما حصل:
في غضون ذلك، نشرت ادارة مستشفى "أوتيل ديو" عبر صفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي توضيحاً يُفيد بالآتي: "رداً على الخبر الذي يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي مفاده أن ادارة مستشفى اوتيل ديو دو فرانس ترفض تسليم جثة شابة توفيت بعد صراع طويل مع مرضها إلا بعد دفع مبلغ مالي، توّد ادارة المستشفى ان تنفي نفياً قاطعاً صحّة هذا الخبر الذي يتعارض تماماً مع مبادئها ومهمتها التي تتمثل في تأمين خدمات الرعاية الصحية للمواطنين كافة، وتؤكّد أنّ هذا الأسلوب لم يكن يوماً متبعاً ضمن سياستها المعتمدة في التعامل مع مرضاها وعائلاتهم خاصةً في موضوع حساس كتسليم جثة إلى ذويها".
وفي وقت سابق، شاركت سالي إلى جانب والدها في برنامج تلفزيوني، وقد نقلا معاناتهما في العلاج وتأمين الدواء في ظلّ الأزمة الإقتصادية التي تعيشها البلاد.
الشائعات التي تناقلها الناشطون
وكان النّاشطون قد تناقلوا عبر حساباتهم الخاصة، خبراً مفاده أنّ "مستشفى رافضة تسلّم جثة سالي غدار اللي توفّت بعد صراع مع مرض السرطان لعيلتا لأن ما قادرين يدفعوا تكاليف العلاج! وبيّا لسالي قال: "بعد في شي ما بعناه"؟
وراح البعض إلى أبعد من ذلك، إذ نشر بعضهم صور لـ"فاتورة" المستشفى وكتب عليها مبلغ 35000 $.
ولأنّ الرجوع عن الخطأ فضيلة فمن أدنى الواجبات الأخلاقية على كلّ من ساهم في انتشار الشائعة أن يتراجع عن ذلك ويقدم الإعتذار بنفس الطريقة التي نشر فيها الأخبار المغلوطة، وأن يتقدم بالاعتذار من أهل الفقيدة أولأً ومن إدارة المستشفى ثانياً.