لنحو عقد من الزمن وأكثر، شكّلت مواقع التواصل الإجتماعي رافعة لعدد كبير من الفنانين، اذ باتت معايير نجاح ما يقدمون مرتبط بعدد المشاهدات وتفاعل المتابعين ضمن مضمار سباق يشارك فيه مئات ملايين الناشطين حول العالم. فماذا لو كنت فناناً مشهوراً تمتلك حسابات عبر الانستغرام وتويتر وغيرها ولديك ملايين المتابعين عبرها ثم وبلمح البصر اختفت؟!

فعلياً، هذا ما حصل مع الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب التي خسرت كل حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي اثر خلاف بينها وبين الشركة التي تدير الصفحات. وعلى الرغم أن قناتها على اليوتيوب لا تزال موجودة فمن المرجح أنها فقدت السيطرة عليها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا فهل المشكلة تكمن بالشركة التي تديرها أم مع روتانا؟

شيرين عبد الوهاب من قناتها في يوتيوب

في كل الأحوال، شيرين لم تفقد السيطرة على صعيد السوشل ميديا فقط بل على كل الأصعدة تقريباً!

إذ ما تزال الفنانة المصرية عالقة في أروقة المحاكم لتخليص القضايا العالقة بينها وبين شركة روتانا. ورغم جولة المقاضاة التي بدأت صيف-2022، فلم تصل الأمور إلى الحلّ الذي يُفرج عن الألبوم المشترك بالصيغة المناسبة. كما يطال الموضوع إشكالية استخدام شيرين لأغانيها التي أنتجتها الشركة والتي على ما يبدو أنه لن يكون سهلاً، أن تخرج للجمهور بطريقة ترضي الطرفين. فمَن الذي أخلّ بالإتفاق شيرين أم روتانا؟ الجواب يطول في المحاكم لكنّ جمهور الفنانة لا يزال منتظراً.

الإجابة وإن كانت تتعلّق بشيرين لا تأتي على لسانها إنما هناك مَن يتكلّم  باسمها دوماً، (مستشارها القانوني حسام لطفي). ومدير أعمالها وقد تداول هذا المنصب أكثر من شخص آخرهم هو إيهاب صلاح.

وتبقى الفنانة المصرية عالقة ما بين مدير أعمال ينطق بمشكلاتها الشخصية ومشاكلها مع شركة إدارة حساباتها، وما بين مستشار قانوني ينطق بمشكلاتها القضائية.

شيرين في أغنية القمّاص من قناتها في يوتيوب

وتكمن المشكلة في أنّ شيرين ليست مَن يدير هذه الحسابات أو ينطق بحرف واحد عبرها فهي لا تتواصل مع الجمهور كغالبية الفنانين. وربما الأمر قد يكون فيه خيراً لها كونها معروفة بتصريحاتها المتسرّعة ولها باع طويل مع زلّات اللسان والاعتذارات المتتالية، التي طعّمتها بأخبار اعتزالها وابتعادها بين الأزمة والأخرى. لكن في كل الأحوال، نحن أمام بيانات تخرج باسم شيرين لكن لا نراها هي في الواجهة، حتى أنها تغيب إعلامياً منذ أشهر طويلة. ويكتفي الجمهور برؤيتها بفيديوهات وصور مسرّبة كتلك التي كانت خلال زيارتها للبنان، والتي طالتها الانتقادات بسبب "الرقص على الكرسي والشرب أمام ابنتها في أحد المطاعم".

ريم عبدالله في تقليد شيرين من قناة MBC في يوتيوب

ربما أصبح "حائط" شيرين منخفضاً للغاية، فتسلقه البرنامج الكوميدي (ستديو 23) الذي يعرض عبر MBC وذلك عن طريق تقليد ريم عبدالله للفنانة والتعرض لها كـ (مدمنة ومتقبّلة للتعنيف)، وهو ما هاجمه مدير أعمال شيرين كما انتقد تبني القناة للفيديو ونشره عبر كافة المنصات. ليفتح الفيديو جرحاً لم يندمل بعد بسبب انتشار أخبار شخصية تتحدث عن إدمان شيرين على المخدرات.

أمّا نقابة المهن الموسيقية في مصر بدورها وعبر المتحدث باسمها محمد عبدالله، قالت إنها تقف إلى جانب شيرين في موضوع فيديو التقليد.

بعد كل الأزمات التي تلحق بشيرين يتساءل البعض، إن كان السرّ هو وجود حسام إلى جانبها، فهي التي قالت أنّها معه ستفتح صفحة شخصية وفنّية جديدة بعدما طوت صفحات وفتحتها لمرّات وأخفقت بتصريحاتها الإعلامية، أم أنّ شيرين لم يعد لديها السيطرة وانتهى زمانها حتى على صعيد الجهات الدّاعمة لها؟  خصوصاً وأنّ هيئة الترفية في السعودية احتفلت بأنغام عبر حفل ضخم جداً تحت عنوان "صوت مصر" وهو اللقب الذي تتنافس عليه الفنانتان، فهل تستعيده شيرين وهي التي تستطيع بأغنية واحدة أن تقلب الموازين؟

ولكن من أين تبدأ بحل مشكلاتها إن كانت نيرانها مشتعلة على كل الجبهات؟