رغم الترحيب الكبير بفورة "الذكاء الاصطناعي" عالمياً والتطور الهائل الذي يشهده، إلا أن شدّة التّطور نفسها باتت تثير الكثير من القلق بين صفوف الشركات والمطوّرين، لا بل ترعب من فكرة "خروج الأمور عن السيطرة". وفي حين يضع الذكاء الاصطناعي المستقبل في صورة يمكن تصورها بكثير من الخيال، إلّا أن تهديده الأكبر يكمن بنسفه الماضي (الحضارات) والقضاء على معالمه.
في غضون ذلك، وقّع أكثر من 1400 أكاديمياً في مجال التكنولوجيا، بينهم الرئيس التنفيذي لشركة "Twitter" الملياردير ايلون ماسك والمؤسس المشارك لشركة "Apple" ستيف وزنياك، والشريك المؤسس لشركة "Pinterest" إيفان شارب، على رسالة مفتوحة تدعو مطوّري الذكاء الاصطناعي إلى إيقاف تطوير بعض تجارب الذكاء الاصطناعي لمدة 6 أشهر، محذرين من المخاطر التي من الممكن مواجهتها مستقبلاً، وصولاً إلى "فقدان السيطرة على حضارتنا".
من جهته، أفاد معهد "فيوتشر اوف لايف" المتخصص في المجال التكنولوجي، بأنَّ أنظمة الذكاء الإصطناعي المعاصرة الآن، قادرة على منافسة البشر في المهمات العامة، سائلاً: "هل علينا أن ندع الآلات تملأ قنوات المعلومات بالدعاية والكذب؟ هل يجب أن تصبح كل الوظائف آلية؟ هل يجب أن نطوّر عقولاً غير بشرية قد تفوقنا عدداً في النهاية، وتتفوق على ذكائنا، وتحلّ مكاننا؟ هل يجب أن نجازف بفقدان السيطرة على حضارتنا؟".
وشدد المعهد على أهمية أن يكون التوقيف علنياً وأن يشمل كل الجهات الرئيسة الفاعلة، وفي حال لم نتمكن من تطبيق ذلك سريعاً، فعلى الحكومات التدخل وفرض تجميده، موضحاً أن ذلك لا يعني التوقف كُلياً عن تطوير الذكاء الاصطناعي، بل مجرّد إيقاف مؤقّت للسباق الخطير الحاصل في هذا المجال والذي لا يمكن التنبؤ بقدراته الناشئة.
وكشف أن أهمية إعادة تركيز أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي على جعل أنظمة اليوم القوية والحديثة أكثر دقّة وأماناً وقابلية للتفسير والشفافية، متابعاً: "علينا عدم تفويض مثل هذه القرارات لقادة تقنيين، يجب تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية، بمجرد أن نحقق الثقة بأن آثارها ستكون إيجابية، وأن مخاطرها ستكون تحت السيطرة".
في المقابل، لم تعلق شركة" Open AI" على الرسالة المفتوحة، ودعت المطوّرين إلى العمل مع صانعي السياسات بشأن الحوكمة.
وقال مدير برنامج التقنيات الاستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS"، جايمس لويس: "إنَّ الصينيين لن يتوقفوا لأنّ إيلون ماسك أصبح متوتراً، فإن مجرد استخدام المكابح قد يفقدهم السباق".