بـ 10 رصاصات، "غسل" حسن موسى زعيتر (27 عاماً)، "عاره" بعدما وجه مسدسه الحربي نحو زوجته زينب زعيتر، فجر أمس الأول، وأرداها قتيلة أمام أعين أطفالها الثلاثة.

حاول أهل منطقة صحراء الشويفات (مكان الجريمة) التكتم عن الجريمة أولاً، لكن ذلك لم يدم طويلاً حتى بدأت تخرج إلى العلن تفاصيل أكثر تُفيد بأن السبب الذي دفع الزوج للإقدام على فعلته هو تلقيه إتصالاً مجهولاً يُشكك في شرف زوجته.

وبينما حضرت القوى الأمنيّة إلى موقع الجريمة وعاينت الجثة، فرَّ القاتل برفقة أولاده الثلاثة إلى جهة مجهولة.

https://twitter.com/sisi6226/status/1640406972729114641

مبررات للقاتل 

بالتزامن مع ظهور بعض التفاصيل إلى العلن، برز الترويج للكثير من المبررات للقاتل على نسق: "وجدَّ صوراً لها على هاتفها من دون حجاب. يعاني من اضطرابات عصبية، وغيرها من الحجج للتخفيف من فظاعة الجريمة التي أقدم عليها القاتل".

https://twitter.com/ZahraaK45861542/status/1640485064252203011

شقيق الضحية 

وبعد أقل من 24 ساعة على الجريمة، ظهر شقيق الضحية يتوسط عدداً من أفراد عشيرته (آل زعيتر)، معلناً مسامحته الفاعل، قائلاً: "ما في شي بيني وبينو يلي عملو كنت أنا بدي أعمله".

وقد لاقى موقف شقيق الضحية الكثير من الترحيب من قبل أفراد عشيرته، "يلي عملته يا حسين شي بيرفع الراس. موقف بضل معك لآخر العمر".

https://twitter.com/MariamSeif/status/1640086141243203588

القانون 

للأسف فإن حق زينب سيبقى معلّقاً كما حق الكثير من النساء اللواتي تعرضن للقتل على أيدي ازواجهن سابقاً، لأنه رغم إلغاء المادة 562 من قانون العقوبات اللبناني التي كانت تسمح لمرتكب ما يسمى بـ"جرائم الشرف" الإفلات من العقاب، إلا أن المادة 252 وسّعت دائرة تبريرات القاتل.

منطقياً

في التحليل المنطقي من الجائز طرح العديد من الأسئلة إذا سلّمنا بما تنص عليه القوانين اللبنانية لجهة هذه الجرائم، وعليه يصبح طرح عدد من  الأسئلة مشروعاً إلى حدٍ ما:

من يضمن أن تكون الصور التي أرسلت للزوج وفق ما زعم البعض، واقعية أو غير معدلة عبر بعض البرامج مثل الـ"فوتوشوب" وغيرها؟1. ما مدى صعوبة أن يسرق أحدهم أو إحداهنَّ صور زينب من على هاتفها ويرسلها للقاتل للايقاع بينهما؟2. هل اعترفت زينب بالخيانة قبل موتها؟ وهل الخيانة مكتملة العناصر؟ أم أن القضية مجرد تواصل عبر مواقع التواصل؟ من يؤكّد كل ذلك؟ أين هذه الـ"ثلّة" التي ظهرت في الفيديو من ثورة الذكاء الصناعي هل يعلم أحدهم بأنه بات اليوم بإمكان الأطفال رسم لوحة لـ"بابلو بيكاسو" فقط من خلال كتابة مواصفاتها؟ هل يعلمون أصلاً من هو "بيكاسو"؟

 نص القانون.. جرائم الشرف الجرائم التي ترتكب إتقاءً للعار أو دفاعاً عن العرض أو الشرف أو العائلة، هي الجرائم التي اصطلح على تسميتها بـ"جرائم الشرف"، التي يرتكبها شخص فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في حالة الزنى المشهود أو التلبّس بالمواقعة أو الجماع غير المشروع أو في حالة مريبة مع آخر. وقد نصّت القوانين العربية بمعظمها على أحكام خاصة بجرائم الشرف، منها ما يعفي الفاعل من العقاب (عذر محلّ) ومنها ما يعطيه عذراً مخففاً. تناولت جرائم الشرف المادة 562 من قانون العقوبات اللبناني التي كانت تسمح لمرتكب هذا الجرم بالإستفادة من العذر المحلّ من العقاب؛ أي تعفي من العقاب كل من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنى المشهود أو في حالة الجماع غير المشروع، فأقدم على قتل أحدهما أو إيذائه بغير عمد، بينما يستفيد مرتكب القتل من العـذر المخفـف إذا فاجـأ زوجـه أو أحـد أصـولـه أو فروعـه أو أختـه في حـالة مريبـة مع آخر. إلا أنه بموجب القانون الرقم 7/99 الصادر تاريخ 20/2/1999، أُلغيت المادة 562 واستعيض عنها بالنص الآتي: «يستفيد من العذر المخفّف من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في حالة الزنى المشهود، أو في حالة الجماع غير المشروع فأقدم على قتل أحدهما أو إيذائه بغير عمد». حيث تناول التعديل العذر المحلّ ليصبح عذراً مخفّفاً إضافة الى إلغاء الفقرة الثانية من المادة 562 القديمة.

كذلك، يستفيد القاتل من المادة 252 التي بدأ العمل بها بتاريخ 01/03/1943 والتي تنص على الآتي: "يستفيد من العذر المخفف فاعل الجريمة الذي اقدم عليها بصورة "غضب شديد ناتج عن عمل غير محقّ وعلى جانب من الخطورة اتاه المجنى عليه.