ريتا ماريا سعد
ما إن ترتدي جبال لبنان ثوبها الأبيض، حتى يتسلّح عشاق التزلج بملابس وأدوات خاصة لممارسة الهواية الأقرب إلى قلوبهم، ولكن هذا العام ليس كغيره، فمع البدء بـ"دولرة" أسعار معظم السلع والخدمات في لبنان، نالت رياضة التزلج نصيبها في ذلك، ما جعلها حكراً على الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار الأميركي نقداً، فبياض الثلج هذا العام لن يغطي سواد الأسعار.
الهواية التي باتت حلماً للطبقة الميسورة، ومستحيلة للطبقة الفقيرة التي تكافح بشدّة لتأمين لقمة العيش في ظل الأزمة المهيمنة، ولم يعد للكماليات والرفاهية دوراً في حياتها. علماً أنّ الكلفة لمزاولة هذا النوع من الرياضة لم تكن يوماً زهيدة.
أحد مالكي "الشاليهات" أعرب لـ"الصفانيوز"، عن قلقه وقلق أصحاب محطات التزلج من انتهاء الموسم سريعاً هذا العام فضلاً عن عدم صمود الثلوج لمدة طويلة (مطلع نيسان المقبل على أبعد تقدير)، ما دفعهم للتسعير بالدولار خوفاً من تكبد الخسائر.
وتختلف الأسعار بين محطة تزلج وأخرى، وبين منطقة وأخرى إذ تحتل منتجعات فاريا-كفرذبيان المركز الأول من حيث الأسعار، حيث تعتبر إحدى أهم المنتجعات السياحية الشتوية.
ويتراوح سعر بطاقات الدخول إلى حلبات التزلج بين 30 دولار أميركي طيلة أيام الأسبوع، و50 دولار أميركي خلال عطلة نهاية الأسبوع والأعياد، للشخص الواحد، أما بالنسبة لإيجار الأدوات الخاصة بالتزلج فقد تتراوح الأسعار ما بين 10 و15 دولارأميركي.
وإلى جانب التزلّج، يمكن ركوب الـ”سكيدو”، الذي يُسعّر بـ 50 دولار أميركي على الأقل لكل 30 دقيقة.
وقد تزداد المصاريف لمن اختار تعلّم رياضة التزلج على أصولها بحيث تضاف إليها اتعاب المدرّبين وغيرها من المصاريف والتي لا تقل عن الـ400 دولار أميركي في الموسم...
ويعتبر هواة التزلج، لاسيما الذين اعتادوا السفر إلى البلدان الأوروبية لممارسة هذه الرياضة أن كلفة تمضية نهار كامل في المنتجعات اللبنانية هي أقل بكثير مما ينفقونه في الخارج، موضحين أنها زهيدةً نسبياً.
من جهتها، مديرة التسويق والتطوير في منتجع "مزار" للتزلج في كفردبيان، نيكول واكيم تشير إلى أن أعداداً هائلة قصدت مراكز التزلّج في الأسابيع الأخيرة، موضحةً لـ"الصفا نيوز"، أن "عدد الوافدين إلى مراكزنا هائل في هذه الأيام التي تشهد طقساً مستقراً، مناسباً للتزلج".
وتقول واكيم: "إنه وبعد مرور 3 سنوات على الإقفال الجزئي لمركز "وردة" (محطة تزلج في كفردبيان قريبة من "مزار") وقد فتحت بالكامل "، كاشفة أن "الدولرة لم تؤثر على نسبة الزوار وأن التهافت كان كبيراً خصوصاً من قبل المغتربين إذ أنّنا لم نشهد تراجعاً بأعداد الوافدين نسبة للسنوات الماضية بل ازدياداً".وبما أن الذين يقصدون حلبات التزلج لا يكتفون بممارسة هذا النوع من الرياضة والاستمتاع بمناظر الثلوج، فقد سألنا صاحب أحد مطاعم كفردبيان عن عدد الحجوزات، ليجيب قائلاً: "إنَّ نسبة الحجوزات هائلة وقد تصل إلى 100 في المئة خصوصاً خلال نهاية الأسبوع والأعياد، والأسعار بالدولار الأميركي فقط".