تُشكل النفايات ومصبات المياه التي تتجمع فيها المياه الآسنة، بؤرة مثلى لتكاثر الطيور حيث تتواجد الحشرات وتتكاثر أيضاً واذا رددنا المشكلة إلى أصلها. لا يمكننا تمييز الأصل من الفرع أكان تواجد مصب "نهر الغدير" الى جانب مطار رفيق الحريري الدولي أم تعمّد الدولة اللبنانية إنشاء مطامر نفايات والسماح بافتتاح المسالخ في تلك المنطقة؟

وقبل البدء باجتراح الحلول وفق خبراء بيئيين ونشطاء في مجالات حقوق الحيوانات أو تنسيقها وترتيبها وصولاً إلى أكثرها رجعية باستدعاء صيادين لممارسة هوايتهم التي تكاد تكون الأقرب الى الجريمة. أليس الاجدى معالجة اصل المشكلة قبل فرعها؟ 

وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، ناصر ياسين، كشف لـ"الصفا نيوز" أنَّ هناك أساليب عديدة لإبعاد الطيور عن المطار من دون قتلها مثل تركيب أجهزة على مدرجات المطار.

وقال ياسين: "وجهت لوزارة الداخلية كتاباً بهذا الخوصوص، وفق افادة خبير اجنبي". 

من جهتها، أكَّدت الناشطة في مجال حقوق الحيوان غنى نحفاوي، أن قتل الطيور عبر استدعاء الصياديين على غرار ما حصل في العام 2017 ليس حلاً لأنه بكل بساطة وبعد 5 سنوات لا تزال المشكلة نفسها، مشيرةً إلى أن قتل اي طير يفسح المجال امام طير اخر للعيش بنفس البيئة.

وقالت نحفاوي في حديث لـ"الصفا نيوز"، "مجرى نهر الغدير بالاضافة الى مطمر الـ"كوستا برافا"، فضلاً عن المسالخ المحيطة تشكل السبب الرئيس لتكاثر الطيور وتجمعها قرب المطار"، موضحةً أن هذا الوقت هو موسم هجرة للكثير من أنواع الطيور ولقد منَّ الله علينا ببلد يشكل ممراً لأندر وأجمل انواع الطيور في العالم فبدل ان نساهم في الحفاظ عليها نسعى الى قتل الكثير منها من خلال الصيد.

وتابعت: "تشكل "كشات الحمام" المتواجدة في مناطق العشوائيات قرب المطار (الاوزاعي وحي السلم) تهديداً أكبر على حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي إلّا ان الدولة تغمض عيونها عن تلك المشكلة"، مشيرةً إلى أن سبب جديد يضاف الى سلسلة الاسباب يتمثل في تجمع المياه الراكدة على مدرج الطيران فهذه الطيور ذكية وتستطيع تقدير الظروف واين يجب أن تنظف نفسها وتشرب.

وشددت النحفاوي على أن الحلول البيئية التي يمكن اعتمادها في مثل هذه الحالات: 1-نشر آلات تسمى بالـ"آلترا سونك" على طول مدرج المطار وهي اجهزة تصدر أصواتاً بترددات لا يسمعها سوى الطيور فقط وقد تؤدي الى إبعادها

2- ماكينات تصدر أصواتاً لطيور جارحة من أجل إخافة طيور النورس وبالتالي إبعادها وهي معتمدة في العديد من الدول الاوروبية.

3- توظيف خبراء في مجالات الطيور واعتماد الطائرات الورقية التي يمكن استخدامها عبر فريق مخصص في المطار تكون مهمته "تطيير" هذه الطائرات  قبل اقلاع الطائرات المدنية.

الصفا نيوز تحققت من مسألة كلفة آلات الـ"آلترا سونيك" عبر أحد المتاجر الالكترونية (Ali express) عبر الانترنت وقد بدا لافتاً أن اسعارها زهيدة نوعاً ما  في حال وضعت القضية في اطار عجز الدولة أو شركة الشرق الاوسط المادي.

يُذكر أنه عام 2017  أقدمت الدولة اللبنانية عن طريق معنيين في مطار رفيق الحريري الدولي، على قتل 10800 طائر نورس من خلال استقدام 125 صياداً الى حرم المطار.  

الاخبار | بري: أنا مرتاح جداً فليتفقو وأنا جاهز!

عناوين الصحف الصادرة اليوم

الأخبار | جنبلاط التقى مدير الإستخبارات الخارجية الفرنسية