لم تمض ساعات على انتهاء سحب القرعة لدور الـ 16 من دوري الأبطال لكرة القدم في أوروبّا، حتّى بدأت التكهّنات والتوقّعات لثلاث مواجهات ستشكّل العنوان الأكبر في الرياضة وكرة القدم طوال شهر آذار المقبل.
فالعالم سيحبس أنفاسه في دور الـ 16 (مرحلة الذهاب في 4 و5 آذار ومرحلة الإياب في 10 و11 آذار) لثلاث مواجهات بين ليفربول الإنكليزيّ وباريس سان جيرمان الفرنسيّ وبين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وبين بايرن ميونيخ وباير ليفركوزن.
العنوان الأبرز سيكون بين ليفربول متصدّر الدوري الإنكليزيّ وباريس سان جيرمان الفرنسيّ الّذي عاد مع بداية عام 2025 إلى الواجهة كلّيًّا.
ففريق العاصمة الفرنسيّة لم يكن ليطمح أبدًا بإسقاط الفريق الإنكليزيّ الّذي هيمن إلى اليوم على كلّ من البطولة الإنكليزيّة ودور المجموعات في دوري الأبطال لولا أمرين حدثا في الفترة الأخيرة وضعا الفريق الباريسيّ في الخانة نفسها فنّيًّا ومعنويًّا مع خصمه الفريق الإنكليزيّ.
فاللمرّة الأولى منذ شهر أيلول الماضي، لم يعد فريق ليفربول هو الفريق الّذي لا يقهر أبدًا. فالفريق الّذي لم يعرف الخسارة في الدوري الإنكليزيّ سوى مرّة واحدة عند انطلاق الـدوري الممناز، فقد البعض من بريقه الهجوميّ في الفترة الأخيرة، وذلك بسبب تراجع مستوى نجمه الكولومبيّ لويس دياز من ناحية، وانعدام الحسّ التهديفيّ لمهاجمه الأوروغوايانيّ داروين نونيز والّذي تحوّل إلى كابوس للجماهير الإنكليزيّة.
وعليه، لن يعود في إمكان المدرّب الثعلب الهولّنديّ أرني سلوت إعطاءه فرصًا جديدة قد تطيح بكامل جاهزيّة الريدز، ولو أنّ الفرعون المصريّ محمّد صلاح يقدّم موسمًا غير اعتياديّ بتسجيله 24 هدفًا وتقديمه 15 تمريرة حاسمة وهما رقمان بعيدان جدًّا عن أيّ لاعب آخر في الدوري الإنكليزي.
هذا من ناحية الفريق الإنكليزيّ الّذي تعادل في أسبوع واحد مرّتين مع كلّ من أستون فيلا وأيفرتون، وبالتالي أصبح للمرّة الأولى منذ فترة طويلة مهدّدًا من خصمه أرسنال على لقب الدوري، ولم تعد لديه إمكانيّة هدر النقاط في البطولة المحلية.
وجاء هذا التراجع ولو الطفيف لليفربول في وقت مناسب جدًّا لباريس سان جيرمان لفكّ عقدة خروجه من دوري الأبطال قبل المباراة النهائيّة، وذلك على الرغم من أنّ إمكانات الفريق الباريسيّ وميزاينّته بدعم دولة قطر لا حدود لها.
فالفريق الباريسيّ يدرك أنّه أمام فرصة قد لا تتكرّر للإجهاز على أفضل فريق كرة قدم في العالم هذا الموسم ليفربول للأسباب المذكورة أعلاه، والّتي تزامنت مع وصول باريس سان جيرمان إلى أفضل تجانس عرفه في تشكيلته منذ عام 2020 والّذي كان يعتمد فيها آنذاك على قوّة ضاربة متمثّلة بالأرجنتينيّ ليونيل ميسي والبرازيليّ نيمار والفرنسيّ كيليان مبابي.
فرهان المدرّب الإسبانيّ لويس أنريكه الّذي وضعه في تصرّف رئيس النادي القطريّ ناصر الخليفي وإدارة الفريق الباريسيّ، يبدو أنّه أبصر النجاح بتشكيلة شابّة تعتمد على المواهب الواعدة وليس على أسماء معيّنة.
ففريق باريس سان جيرمان لم يعرف منذ بداية العام الحاليّ لا الخسارة ولا حتّى التعادل في أيّ من مباريات الدوري المحلّيّ، حيث محقّقا أيضًا انتصارات بنتائج كبيرة جدًّا في نهاية دور المجموعات على كلّ من ضحيّته الفرنسيّة بريست 7-0، وشتوتغارت 4-1 ومانشستر سيتي 4-2 .
كذلك، يتصدّر باريس سان جيرمان الدوري الفرنسيّ بفارق 10 نقاط عن منافسه الأقرب مارسيليا في تشكيلة تحوّلت إلى قوّة ضاربة يقودها أخطر ثنائيّ عرفه الفريق الباريسيّ في السنوات الأخيرة عثمان ديمبيلي متصدّر ترتيب الهدّافين مع 16 هدفًا وزميله برادلي باركولا 22 عامًا مع 11 هدفًا وخمس تمريرات حاسمة.
وسيكون لقاء باريس سان جيرمان وليفربول مواجهة "أمّ المعارك" بين مدرّبين وضعا مفهومًا جديدًا لكرة القدم هما لويس أنريكه بالاعتماد على التجانس والشباب بدلًا من الأسماء والأموال وأرني سلوت على الجرأة الكبيرة في خلافة اسم كبير جدًّا في عالم التدريب وهو الألمانيّ يورغن كلوب من دون تردّد أو خوف، وإضافة اللمسة الهولّنديّة في كرة القدم الشاملة على كلّ الملعب.
وللحديث تتمّة في الأسبوع المقبل عن كلّ من دربي ألمانيا بين بايرن ميونيخ وباير ليفركوزن ودربي مدريد بين الريال وأتلتيكو...