مع انتهاء أوّل جولتين من بطولة العالم للفورمولا وان وبعد النتائج المتواضعة الّتي ظهرت فيها الفيراري ومعها سائقها بطل العالم 7 مرّات لويس هاميلتون، بدأت تظهر إلى العلن انتقادات كبيرة لمحبّي الفيراري من الـ"ألتراس" المعروفين بالـ"Tifosi" حول خيار الصانع الإيطاليّ بوضع كلّ طاقاته في السائق البريطانيّ لويس هاميلتون.
وقد أتت نتائج الجولتين الأولى والثانية غير مشجّعة أبدًا لفريق الفيراري، إذ أنهى السائق البريطانيّ لويس هاميلتون سباق أستراليا في المركز التاسع فقط بينما اكتفى في سباق الصين بالمركز السابع قبل أن يتمّ استبعاده من نتائج السباق بسبب عدم تقيّد الفريق بالتعليمات التقنيّة الصادرة من قبل الـ"فيا" أي الاتّحاد الدوليّ للسيّارات.
ويراهن المتفائلون من فريق الفيراري على فوز البريطانيّ بسباق الـ"سبرينت" الّذي سبق بيوم واحد "غران بري" الصين وحصوله على ثماني نقاط للبناء على أنّ خطوة الفيراري بالتعاقد مع الأسطورة هاميلتون كانت بمثابة الخطوة الصائبة للفريق الإيطاليّ.
ومن هنا، ظهر إلى العلن سريعًا أنّ هناك انقسامًا عموديًّا قد حصل داخل فريق الفيراري بين جناحين متناقضين، حيث إنّ الطرف الأوّل يعتقد أنّ انضمام هاميلتون إلى الفريراري هو ضربة معلّم، إذ تحوّلت أنظار العالم إلى هذا الفريق العريق وأصبح بالتالي مصيدة لانضمام أكبر الرعاة إليه من جهة، وأنّ خبرة السائق البريطانيّ هي لوحدها مكسبًا في إضافة لمسات هاميلتون لتحسين أداء المحرّك والهيكل لتعود السيّارة إلى موقعها الطبيعيّ كالأقوى في بطولة الصانعين.
كما يقول الطرف المؤيّد لتلك الخطوة إنّ النصف الثاني من رزنامة البطولة سيعيد الأمور إلى نصابها، إذ سيكون الفوز من نصيب الفريراري، حيث إنّها تراهن على فوز هاميلتون بلقب البطولة والفيراري بلقب الصانعين، فيصنعا التاريخ معًا وينفرد هاميلتون من خلال الفيراري بلقب بطولة العالم 8 مرّات فيتخطّى حتّى أسطورة الرياضة الميكانيكيّة الأولى مايكل شوماخر بطل سباقات الفمورمولا وان 7 مرّات.
أمّا الفريق الّذي يعتبر أنّ تلك الخطوة جاءت ناقصة وغير مدروسة، فيرى أنّ رهان الصانع الإيطاليّ على سائق يبلغ من العمر 40 عامًا هو خطوة ساقطة، بينما في المقابل هناك فرق كفريق الماكلارين راهنت على الشباب وها هي تنجح بفوز سائقها لاندو نوريس (25 عامًا) بسباق أستراليا وفوز أوسكار بياستري (23 عامًا) في جائزة الصين وهما من سيكونان المستقبل لتلك الرياضة في السنوات المقبلة.
ويعتبربعض مشجّعي الفيراري أنّ عدم فوز هاميلتون بلقب البطولة سيكون بمثابة ضربة قاسية جدًّا على الفيراري في المواسم المقبلة، كون الصانع الإيطاليّ وضع كلّ رهاناته في عام 2025 ليكون عام التغيير الشامل وسقوطه سيكون بمثابة الضربة شبه القاضية لكلّ رؤية الفريق المستقبليّة.
لذلك، ستكون محطّة الـ2025 فاصلة في رياضة الفورمولا وان وستكون بالتالي الجولات المقبلة والّتي شاء القدر أن تستضيف اثنين منها المنطقة العربيّة في البحرين والمملكة العربيّة السعوديّة البوصلة الّتي قد يتقرّر فيها كلّ مستقبل الصانع الأعرق في العالم ومعه آمال البريطانيّ لويس هاميلتون وطموحاته في صناعة التاريخ في هذه الرياضة.