توقّفت البطولات الوطنيّة الأوروبّيّة عن ضجيج مواجهاتها، وذلك لمدّة أسبوع كامل حتّى نهاية الأسبوع المقبل، إفساحًا في المجال أمام التصفيات القاريّة لكأس العالم لكرة القدم 2026 .

وفي الوقت الّذي ضمن منتخب اليابان البطاقة الرسميّة الأولى إلى نهائيّات كأس العالم، تتّجه الأنظار إلى المغرب الّذي ينتظر تأهّله الرسميّ يوم الثلثاء إلى مونديال الولايات المتّحدة الأميركيّة والمكسيك وكندا، بعد فوزه ليل أمس على النيجر وتصدّره بالعلامة الكاملة للمجموعة الأفريقيّة بفارق 6 نقاط عن أقرب منافس له.

وفي حين تعاني المنتخبات العربيّة الأمرّين لمحاولة شقّ طريقها إلى حلم المونديال، أصبح المغرب الضامن الدائم لتمثيل كرة القدم العربيّة والأفريقية في تلك النهائيّات، وهذا ليس بالصدفة كون المغرب هو المصنّف 16على صعيد العالم والمصنّف الأوّل في ترتيب الفيفا بين كلّ المنتخبات على صعيد العالم من خارج أوروبّا وأميركا الجنوبيّة. ويستضيف المغرب في صيف 2030 كأس العالم، إلى جانب كلّ من إسبانيا والبرتغال. فوجوده كدولة مضيفة إلى جانب البرتغال وإسبانيا لم يأت بالصدفة لولا يقين الفيفا أنّ أسود الأطلس أصبح ينظر إليهم كالأقرب إلى الكرة الأوروبّيّة من الكرة الأفريقيّة أو العربيّة.

فالمنتخب المغربيّ يضمّ حاليًّا تشكيلة مدجّجة بالنجوم الّذين يعتبرون من أبرز اللاعبين في العالم، حيث تقدّر قيمة ثمن لاعبي أسود الأطلس بنصف مليار دولار، وذلك بضمّه العديد من الأسماء الرنّانة أمثال أشرف حكيمي لاعب الـ70 مليون يورو وقائد الفريق الباريسيّ باريس سان جيرمان وابراهيم دياز الّذي يعتبر أخطر لاعبي الوسط في ريال مدريد والعالم حاليًّا، إضافة إلى قائد دفاعات مانشستر يونايتد نصير مزراوي أو قائد فريق ريال سوسييداد نايف أكرد، من دون أن ننسى ركائز المنتخب المغربيّ مع الحارس العملاق ياسين بونو وحكيم زياش نجم فريق تشلسي السابق وغلطة سراي الحاليّ والمدافع سفيان أمرابط الّذي كان هدف كلّ الفرق الأوروبّيّة الكبيرة للتعاقد معه.

ولمنتخب المغرب لاعبون صاعدون حاليًّا في أبرز الفرق الأوروبّيّة كأمين عدلي أو آدم أرنو (مواليد 2006) الّذي أصبح ضمن تشكيلة فريق بايرن ميونيخ الألمانيّ لتكون الاستمراريّة جاهزة وتؤكّد أنّ تأهّل المغرب 6 مرّات إلى نهائيّات كأس العالم لم يأت بالصدفة أبدًا، خصوصًا وأنّه يملك كلّ الأرقام القياسيّة للمنتخبات العربيّة في تلك النهائيّات .

فالمغرب هو المنتخب العربيّ الأوّل الّذي يتأهّل إلى دور الـ13 ويجتاز دور المجموعات، كما أنّه المنتخب العربيّ أو الأفريقيّ الوحيد الّذي شقّ طريقه إلى نصف نهائيّ كأس العالم في قطر 2022 عندما أطاح بكلّ من منتخبات بلجيكا والبرتغال وإسبانيا فأخرجها وحجز بدلًا منها بطاقة الدور النصف النهائيّ.

وسيكون المغرب في مونديال 2026 من المنتخبات المرشّحة بأن تكون الحصان الأسود لما يملك من قدرات تقنيّة وبدنيّة ومواهب كبيرة، وسيكون طبعًا الفرصة العربيّة للذهاب بعيدًا في البطولة المنتظرة وهو الّذي يفرض حاليًّا سيطرة مطلقة على تصفيات كأس الأمم الأفريقيّة بتحقيقه أخيرًا فوزين كاسحين على كلّ من ليسوتو 7-0 والغابون 5-1، علمًا أنّ المغرب يتصدّر مجموعته الثالثة في تصفيات القارّة الأفريقيّة إلى كأس العالم بالعلامة الكاملة.

تبقى أخيرًا الإشارة إلى أنّ انطلاقة المغرب الرسميّة في كرة القدم شاءت أن تأتي من العاصمة اللبنانيّة بيروت عندما خاض منتخب المغرب اللقاء الرسميّ الأوّل له في كرة القدم خلال الألعاب العربيّة الّتي استضافتها مدينة بيروت في شهر تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 1957.