الأربعاء 19 شباط 2025 سيكون يومًا فاصلًا في مسيرة المدرّب بيب غوارديولا. فالمدرّب الإسبانيّ الملقّب بـ"الفيلسوف" والّذي يعتبره العديد من مراقبي كرة القدم في العالم من أفضل المدرّبين في تاريخ اللعبة، ينتظر المصير الّذي ستحدّده له العاصمة الإسبانيّة مدريد على ملعب ساتياغو برنابيو.

وبات موسم 2024-2025 كابوسًا فعليًّا للمدرّب غوارديولا الّذي فاز بكلّ شيء على مدى 17 عامًا متتاليًا منذ عام 2008 إلى اليوم وخسر كلّ شيء في المقابل في موسم واحد.

فبعد موسم هو الأسوأ الذي يجتازه منذ عام 2006 في بطولة الدوري الإنكليزيّ، سقط مانشستر سيتي ليل الثلثاء 11 شباط على أرضه أمام ضيفه ريال مدريد في دور الـ16 الإقصائيّ من دوري أبطال أوروبّا في كرة القدم وبنتيجة دراماتيكيّة 2-3 .

سِجِلّ نجاحات بيب غوارديولا كمدرّب هو أقرب إلى الحلم من الواقع. كان المدرّب الأصغر سنًّا الّذي يفوز بلقب الـ"ليغا" في عام 2008 وكان يبلغ من العمر 37 عامًا فقط، وقاد برشلونة إلى إحراز ثلاثة ألقاب للدوري الإسبانيّ بين عامي 2008 و2012 ومن ثمّ قاد فريق بايرن ميونيخ الألمانيّ إلى إحراز لقب دوري الـ"بوندسليغا" في ثلاثة مواسم متتالية بين الـ2013 والـ2016 في سنواته الثلاث على رأس الفريق البافاريّ قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي في نهاية الـ2016 ويقوده للسيطرة على الدوري الإنكليزيّ، البطولة الأصعب على صعيد العالم ويحرز لقب بطولتها 6 مرّات بين الـ2016-2024 حتّى انطلاق الموسم الحاليّ.

فالمدرّب الإسبانيّ بيب غوارديولا بطل دوري الأبطال ثلاث مرّات، تحوّل بين ليلة وضحاها من الساحر إلى المدرّب الّذي فقد كلّ سحره في موسم كارثيّ خسر خلالهسبع7 مرّات منها أربع خسارات تلقّى خلالها مرمى فريقه اربعة أهداف أو أكثر، وهذا ما لم يعرفه فريقه مانشستر سيتي في موسم واحد منذ تأسيسه، علمًا أنّ البطولة الإنكليزيّة الـ"بريمير ليغ" ما زالت في منتصف طريقها.

وبهذا، فقدَ فريق مانشستر سيتي كلّ فرصه للدفاع عن لقب البطولة، وهو الّذي خرج من المسابقة في كأس إنكلترا أيضًا، إضافة إلى أنّه على قاب قوسين من توديع بطولة دوري الأبطال الأوروبّيّ للمرّة الأولى منذ سنوات عدّة من دور الـ16، إلّا في حال حصول معجزة (تبدو بعيدة المنال) وفوزه على الفريق الملكيّ في مدريد الأسبوع المقبل.

وسيكون خروج السيتي المبكر من آخر المسابقات الرسميّة المشارك فيها هذا الموسم بمثابة "القشّة الّتي تقصم ظهر البعير" والّتي ستكون الفاصل في اتّخاذ إدارة مانشستر سيتي القرار الصعب جدًّا بإقالة المدرّب غوارديولا بعد 9 سنوات أعطى خلالها كلّ الألقاب الممكنة للسيتي وجعله الفريق الأقوى على مساحة الكرة الأرضيّة.

إذا أُقيل المدرّب غوارديولا فستكون إقالته على الأرجح بسبب خسارة فريقه أمام ريال مدريد وخروجه من دوري الأبطال، وستطون هزّة أرض مدوّية.

وسيؤكّد خبر إقالة غوارديولا في حال حدوثه أنّ مدرّبي كرة القدم هم الحلقة الاضعف في أيّ نادٍ يتعرّض لتراجع في المستوى أو لنتائج سلبيّة. وستفتح إقالة غوارديولا في حال حصلت باب الإقالات الغريبة والّتي تعود أبرزها إلى إقالة المدرّب الإيطاليّ المحنّك كلاوديو رانييري في شباط من عام 2017 من فريقه ليستر سيتي بعد 9 أشهر على قيادته الفريق المذكور إلى إحراز لقب الـ"بريمير ليغ" بعدما كان مجرّد فريق مغمور صعد بالصدفة إلى مصاف أندية الدرجة الأولى.

ومن الإقالات الغريبة الّتي شهدها تاريخ كرة القدم إقالة ريال مدريد للمدرّب الأسطورة فيسنتي دل بوسكي في عام 2003 بعدما كان قد قاد الريال إلى إحراز لقبين متتاليين لدوري الأبطال في عامي 2000 و2001 وقاد فريقه الملكيّ إلى الفوز بلقب الدوري في العام نفسه من تاريخ إقالته.

يبقى انتظار ليلة مباراة الإياب بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في 19 شباط أي الأربعاء المقبل والّتي ستشكّل نتيجتها منعطفًا تاريخيًّا لكلّ من مانشستر سيتي والمدرّب بيب غوارديولا .

فلننتظر إذا كان هذا التاريخ سيتحوّل إلى الأربعاء الأسود لكلّ منهما...