بعد أسبوع على انطلاق بطولة لبنان لكرة السلّة، سيكون عنوان المنافسة: هل سيكون في إمكان أحد فرق البطولة إيقاف قطار نادي الرياضي من الدفاع عن لقبه كبطل لبنان لكرة السلّة.

ففريق الرياضي الّذي سيطر بشكل مطلق على كلّ البطولات التي شارك فيها على الصعيد القاريّ وقدّم صورة رائعة في مشاركته في بطولة كأس القارّات للأندية أظهر في انطلاقته بعد خوضه مباراتين أنّه الأكثر جاهزيّة لإحراز اللقب، لأنّه يسلك الطريق الصحيح وهو الاحتفاظ بقوّته الضاربة المحلّيّة وتحسين عنصر الأجانب عند الحاجة أي عند انطلاق مرحلة الفاينل فور.

ففريق المنارة يمتلك نواة منتخب لبنان مع كلّ من وائل عرقجي، وهايك قيوكجيان، وكريم زينون، وعلي منصور و أمير سعود وهو فاز في أوّل لقاءين له على كلّ من المركزيّة جونيه 116-79 والتضامن حراجل 136-76، معطيا لمحة عن مدى قوّته الهجوميّة في تشكيلة ضمّت أجنبيّا واحدا أمام الناديين الكسروانيّين.

و يقول المنطق إنّ أقرب الفرق استعدادا لمنافسة الرياضي هذا الموسم هو الحكمة والّذي يتمتّع بدعم كبير على المدرّجات، وكذلك بميزانيّة عالية جدًّا لمحاولة سدّ الفوارق بينه وبين بطل لبنان.

إلّا أنّ مسار السنوات الماضية والأرقام تظهر أنّ هناك فارقًا بين قطبي اللعبة في لبنان عنوانه الثبات عند حامل اللقب. فالرياضي يحتفظ دائمًا بلاعبيه الأساسيّين على عكس الحكمة الّذي في كلّ موسم يعتمد على تشكيلة مختلفة سواء في لاعبيه المحليين أو الأجانب. فمن موسمين، خسر ورقتين رابحتين هما سيرجيو درويش وعلي مزهر وخسر هذا الموسم عنصرين أساسيّين هما كريم عزّ الدين والهدّاف الأميركيّ جوناثان جيبسون.

وسيكون على الفريق الأخضر البحث عن الثبات والاستقرار وهذا ما يعرف التعامل معه تمامًا صاحب الخبرة الطويلة المدرّب اليونانيّ الياس زوروس لكي يحاول إيقاف نجاحات وسيطرة الرياضي على بطولة لبنان.

وإذا كان فريق بيروت صاحب الميزانيّة الأعلى والآتي من فوز بلقب دورة دبي، فانطلاقته هذا الموسم لم تعط صورة البطل. فقد عانى فريق بيروت كثيرًا ليتجاوز كلاّ من هوبس والأنطوني بفارق سلّة واحدة، كاشفا عن نقص يستدعي جهدًا كبيرًا من الجهاز الفنّيّ بقيادة مدرّبه جاد الحاج لتسويته في حال أراد أن ينافس على لقب البطولة.

فبطولة لبنان لكرة السلّة تعود هذا الموسم إلى منافسة من 12 فريقًا وستحمل بالتالي مفاجآت عدّة وستكون هناك منافسة على مراكز الفاينل فور التب عادة ما تكون العين فيها على نادي المريميين الشانفيل والهومنتمن لمنافسة الرياضي، وبيروت والحكمة.

ولكنّ انطلاق البطولة كشف ثغرات كبيرة في فريق الهومنتمن الّذي تلقّى خسارة مفاجئة في مباراته الأولي أمام خصمه التاريخيّ الأنترانيك على عكس فريق الشانفيل الّذي أظهر أنّه يمتلك فريقًا واعدًا جدًّا بعدما تمكّن الشانفيل من تنفيذ ضربة معلّم بتعاقده مع ثلاثيّ صاعد ومميّز من اللاعبين اللبنانيّين الّذين يتألّقون في الولايات المتّحدة وفي مقدّمتهم ريان زمبقة صاحب الموهبة الكبيرة وغبريال سماحة لاعب المترين و7 سنتمترات والّذي أظهر طاقات عالية في مركز تعتمد فيه الفرق الأخرى على لاعبين أجانب لملئه.

من هنا، فريق الشانفيل الّذي ما زال غير مكتمل من ناحية اللاعبين الأجانب قد يكون هو الحصان الأسود الّذي قد يذهب بعيدًا هذا الموسم عند اكتمال صفوفه بعد انتهاء فترة التوقّف لأسبوعين بسبب مباريات منتخب لبنان لكرة السلّة ضمن نافذة تصفيات كأس آسيا في كرة السلّة.

يبقى ترقّب نتائج فرق المركزيّة جونية الّذي صرف ميزانيّة عالية لبناء فريق قويّ، وكذلك فريق الأنطوني بعبدا، ومن خلفهما فريق الأنترانيك لإحداث نتائج مميّزة قد تقلب بنتيجتها كلّ الترشيحات المتوقّعة في ترتيب فرق بطولة لبنان لهذا الموسم.