إذا كانت بطولة الدوري الإنكليزيّ الممتاز في كرة القدم هي الأجمل من دون أدنى شكّ في مختلف الرياضات والبطولات على الإطلاق على مساحة الكرة الأرضيّة، فإنّ ذلك يعود حتمًا إلى عراقتها من جهة وجمالها وحماسها من جهة أخرى.
لكنّ بطولة الـ"بريمير ليغ" هذا العام أمام سيناريو مغاير تمامًا، ففي حين عرفت في العقدين الأخيرين منافسة شرسة بين ثلاثة من فرقها في كلّ موسم على لقب البطولة حتّى مراحلها الأخيرة، تبدو الأمور مختلفة هذا الموسم، إذ إنّ فريق ليفربول يغرّد خارج سربه، فهو يبتعد وحيدًا في صدارة الدوري في البطولة عن الآخرين.
ويبقى فريق الأرسنال الوحيد الّذي يحاول جاهدًا اللحاق بفريق ليفربول، إذ إنّه تمكّن ليل أمس الجمعة من الفوز في ختام المرحلة 18 على ضيفه فريق إيبسويش تاون بنتيجة 1-0 في مباراة سيطر عليها الفريق اللندنيّ من بدايتها حتّى نهايتها من دون تمكّنه من ترجمة فرصه العديدة، سوى مرّة واحدة في الدقيقة 23 من المباراة بواسطة مهاجمه الألمانيّ كاي هافيرتز.
وبهذا الفوز الصعب، خطف فريق الأرسنال المركز الثاني في صدارة البطولة مع 36 نقطة بفارق 6 نقاط خلف ليفربول المتصدّر مع 42 نقطة ولديه أيضًا مباراة مؤجّلة أمام ابن مدينته أيفرتون والّتي لن تكون صعبة المنال لفريق الـ"ريدز" لخطف نقاطها الثلاث.
وبهذا التريب غير المسبوق في إنكلترا من ناحية التفوّق الكبير لمتصدّر بطولتها، تكون أمام بطولة الدوري فرصة وحيدة، ولو صغيرة، لإبقاء المنافسة وهي للأرسنال .
ففريق الأرسنال هو الوحيد غير ليفربول طبعًا الّذي ظهر في هذا الموسم بصورة البطل في كلّ البطولات الّتي يشارك فيها، إذ إنّ تشكيلته متجانسة تمامًا وتقدّم مستويات ممتازة على أرض الملعب. فمدرّب الفريق مايكل أرتيتا نجح في فرض أسلوبه الجماعيّ بنجاح بفريق لديه خطوط متماسكة من الدفاع إلى خطّي الوسط والهجوم.
ففريق الأرسنال ينطلق من قوّة دفاعيّة ثابتة عمادها اللاعب الفرنسيّ الرائع ويليام صليبا أحد الأفضل في العالم حاليًّا وإلى جانبه البرازيليّ الدوليّ غبريال ميغاليس ومن أمامهما قوّة ضاربة في الوسط مع الثلاثيّ ديكلان رايس نجم منتخب إنكلترا والنرويجيّ الرائع مارتن أوديغارد وقائد منتخب ألمانيا كاي هافيرتز وفي خطّ الهجوم تنوّع كبير من الأسماء الرنّانة بين ثنائيّ منتخب السامبا لاعب الخبرة البرازيليّ غبريال خيسوس ومواطنه المتألّق غبريال مارتينيلي، إضافة إلى البلجيكيّ لياندرو تروسار، من دون أن ننسى لاعب الأسود الثلاثة بوكايو ساكا هدّاف منتخب إنكلترا مع 12 هدفًا ومواطنه رحيم سترلينغ.
فهل هذا يكفي؟ طبعًا نعم، لولا أنّه في المقابل هناك ليفربول الّذي يبتعد بفارق كبير عن الآخرين في الصدارة، إذ إنّ القوّة الضاربة لفريق ليفربول لم تعرف الخسارة سوى مرّة واحدة في مختلف البطولات، حيث إنّ فريق الـ"ريدز" لم يخسر سوى مع نوتنغهام فوريست عن طريق الخطأ في منتصف شهر أيلول/سبتمبر وهو لم يعرف الخسارة في عشرين مباراة لا بل أحرز 19 انتصارًا و3 تعادلات في مبارياته الـ22 الأخيرة، وهو على قاب قوسين من تحقيق رقم قياسيّ في حال بقي على هذا المسار .
وسيكون شهر كانون الثاني/يناير 2025 الشهر الّذي قد يضمن فيه ليفربول إحرازه لقب الدوري الإنكليزيّ للمرّة العشرين في تاريخه بعد فوزه باللقب للمرّة الأخيرة في عام 2020، مع العلم أنّ فريق ليفربول يتصدّر أيضًا دوري أبطال أوروبّا مع 18 نقطة من خمسة انتصارات من خمس مبارايات، ويتابع شقّ طريقه نحو نهائيّات كأسي إنكلترا أيضًا.