مع انتهاء مرحلة الذهاب من دور الـ16 في دوري أبطال أوروبّا في كرة القدم، لم تحمل نتائج تلك اللقاءات أيّ من المفاجآت، على الرغم من أنّ أداء بعض من مبارياتها لم يعكس نتيجتها، خصوصًا بالنسبة إلى فريق باريس سان جيرمان الّذي تلاعب بليفربول الإنكليزيّ على مدى 90 دقيقة لكنّه غادر خاسرًا وبنتيجة 0-1 في سيناريو غير مسبوق، سنستخلص معًا عبره الّتي ستكون الشغل الشاغل لمواقع التواصل ولمراقبي كرة القدم حول العالم والّتي ستشكّل منعطفًا في دخول أطراف جديدة على قائمة المرشّحين لإحراز الـ"تشامبيينز ليغ" هذا الموسم وفي مقدمة تلك الفرق أرسنال الإنكليزيّ.

فما هو صحيح أنّ باريس سان جيرمان قدّم أفضل عرض له على الأقلّ في السنوات الأخيرة، وما هو صحيح أيضًا أنّ ليفربول لم يكن هو ليفربول الّذي تابعناه طوال الموسم... ولكنّه خرج في النهاية فائزًا ونال ما أراد.

من هنا، يمكن القول إنّ المدرّب الهولّنديّ لليفربول أرني سلوت قرأ جيّدًا ما أراد تنفيذه على أرض الملعب المدرّب الإسبانيّ لويس أنريكه، ولكن ما لم يكن ممكنًا تفهّمه هو خسارة الفريق الباريسيّ، وهذا ما ندركه عند قراءتنا أرقام تلك المواجهة وإحصاءاتها.

فقد استحوذ الفريق الباريسيّ على أكثر من 70 في المئة من الوقت على الكرة ومرّر 700 تمريرة مقابل 290 للفريق الإنكليزيّ أي أكثر من ثلثي عمليّات تبادل الكرات الّتي جاءت لمصلحة الفريق الباريسيّ. وبالأرقام، فقد سدّد باريس سان جيرمان 19 مرّة على مرمى ليفربول، بينما سدّد ليفربول مرّتين فقط.

ومن تلك التسديدات الـ 19 لباريس سان جيرمان، عشر منها كانت محكمة جدًّا ولكنّ حارس ليفربول البرازيليّ أليسون بايكر تصدّى لها كلّها. أمّا في المقابل، فقد سدّد ليفربول تسديدة وحيدة محكمة في الدقيقة الـ 90 فجاءت داخل المرمى ومن خلال لاعب احتياط هو هارفي إليوت الّذي دخل بديلًا لمحمّد صلاح (الغائب فنّيًّا عن المباراة) في الدقيقة الـ 85.

ماذا تعني كلّ تلك الأرقام؟ تعني على الأقلّ أنّ الفريق الباريسيّ خسر من جهته فرصة العمر للانقضاض على ليفربول البعيد جدًّا عن مستواه في تلك الليلة، حيث لم يتمكّن من الفوز عليه، بل خسر على أرضه في باريس 0-1. وبالتالي ما لم يحقّقه باريس سان جيرمان في العاصمة الفرنسيّة سيكون حتمًا من رابع المستحيلات تحقيقه الأسبوع المقبل في إنكلترا.

ولكن في المقابل، فقد كشفت مواجهات ذهاب دور الـ16 أنّ ليفربول لم يعد الفريق الّذي لا يمسّ كما الحال في إنكلترا، وأنّ الفوز عليه ممكن في دوري الأبطال، كذلك فإنّ ريال مدريد في فوزه الصعب جدًّا 2-1 على ملعبه في سانتياغو برنابيو على جاره اللدود أتلتيكو مدريد 2-1 أكّد أنّه ليس بالضرورة الأقرب إلى إحراز لقب دوري الأبطال للمرّة الـ16، فهو بدا غير مقنع أبدًا، بينما كان هذا الدور يفتح الطريق لكلّ من الأرسنال اللندنيّ وبايرن ميونيخ الألمانيّ ليدخلا من الباب العريض إلى المراتب الأولى في بورصة الترشيحات لإحراز لقب دوري الأبطال.

فقد حقّق الأرسنال فوزًا كبيرًا جدًّا في هولّندا على أيندهوفن بنتيجة 7-1، أظهرت مجرياته تماسكًا كبيرًا بين لاعبي الفريق الإنكليزيّ وأنّ تشكلية الـ"غانرز" متكاملة، حيث في إمكانها الفوز على أيّ من فرق البطولة، ليؤكّد الفريق اللندنيّ لكلّ من تناسى بأنّ دوري الأبطال في نسخته الحاليّة لن يكون كما سابقاته وأنّ الفرصة التاريخيّة الّتي انتظرها فريق باريس سان جيرمان لإحراز لقبه الأوروبّيّ الأوّل قد تأتي من الجهة المقابلة لبحر المانش وبطعم إنكليزيّ... وللحديث تتمّة.