تختلفُ التواريخُ و المسابقات والبطولات في كرة السلّة، ويبقى اسمُ الفائز واحدًا في لبنان وهو نادي الرياضي بيروت.
أحرز النادي الرياضي كلّ البطولات القاريّة الممكنة في الموسم الماضي وفرضِ سيطرته المطلقة على بطولة لبنان لكرة السلّة. وأحرز لقب بطولة لبنان للمرّة الـ31 في رقم قياسيّ لا يمكن حتّى الاقتراب منه في المستقبل القريب أو حتّى البعيد. وها هو يـُنهي الجزءَ الأوّل من انطلاق موسم كرة السلّة اللبنانيّة بتفوّق واضح، مع إحرازِه 3 انتصارات متتالية في بطولة لبنان لموسم 2025 وبطريقة ملفتة جدًّا. انتصاراته الثلاثة في ثلاث مباريات جاءت بفوارق كبيرة جدًّا، ودائمًا فوق المئة نقطة على كلّ من التضامن حراجل 136-76، والمركزيّة جونية 116-79 وميروبا 105-75. وإذا به يكلّل تلك الانتصارات بفوز كاسح في الساعات الأخيرة (ليل السبت 8 آذار/مارس) على خصمه اللدود فريق الحكمة بنتيجة 86-59 في مواجهة استضافها الفريق الأخضر ضمن مواجهات بطولة وصل لغرب آسيا في مجمّع نهاد نوفل، انهار فيها نادي الحكمة تمامًا في ربعها الثالث، حيث تخطّى فيها الفارق الثلاثين نقطة فغادر جمهور الحكمة المباراة قبل نهايتها.
وجاء هذا السقوط في لقاء الدربي الأوّل بينهما في موسم 2025 ويتساءل جمهور كرة السلّة مجدّدًا حول سرّ التفوّق الكبير للرياضي في كرة السلّة اللبنانيّة.
فالرياضي برهن في السنوات العشر الماضية أنّه يختلف عن الحكمة والفرق اللبنانيّة الأخرى بثباته إداريًّا وفنّيًّا وهذا هو سرّ نجاحه.
كما برهن عن تجانس كبير يجعل منه أحد أنجح الأندية ليس فقط في لبنان والمنطقة بل على صعيد القارّة الآسيويّة. فنادي الرياضي عَرف منذ انطلاقة كرة السلّة بصيغتها الجديدة بعد الأحداث اللبنانيّة مع بداية التسعينيّات، فقط رئيسين للنادي هما الرئيس السابق هشام الجارودي والحاليّ مازن طبّارة المحاطين بفريق عمل متجانس كلّيًّا أظهر ثباتاً كبيراً في تشكيلته، حيث احتفظ على مدى السنوات الخمس الأخيرة بقوّة ضاربة تضمّ نجوم منتخب لبنان مع وائل عرقجي اللاعب الأفضل في آسيا، وأمير سعود قنّاص الثلاثيّات والثنائيّ المتكامل دفاعًا وهجومًا هايك قيوكجيان وكريم زينون، إضافة إلى موزّع الألعاب علي منصور ومن خلفهم الفرعون اللبنانيّ اسماعيل أحمد .
تلك التشكيلة الذهبيّة تتكامل مع انطلاق كلّ موسم مع لاعبين أجنبيّين يكون دورهما التجانس مع القوّة الضاربة في الفريق، حيث يقوم الجهاز الفنّيّ في الرياضي مع المدرّب أحمد فرّان على رفع مستوى الاستعانة بالعنصر الأجنبيّ قبل انطلاق مرحلة الـ"بلاي أوفس" (في حال دعت الحاجة إلى ذلك فقط) .
وفي مواجهة هذا الثبات، تحاول فرق البطولة البحث عن التبديل في أسماء لاعبيها المحلّيّين عند انطلاق كلّ موسم والاعتماد دائمًا على إجراء تبديلات متسرّعة أحيانًا في اللاعبين الأجانب لمحاولة منافسة الفريق الأصفر، فتدخل الفرقُ في ميزانيّات كبيرة جدًّا، وذلك من دون أن تضمنَ الوصول إلى مستوى إسقاط فريق الرياضي.
فهل يعني ذلك أنّه لا يمكن الفوز على الرياضي في بطولة لبنان؟
ما هو أكيد أنّ مجريات الأحداث وجهوزيّة الفرق الحاليّة ما زالت بعيدة فنّيًّا عن الرياضي الّذي من الممكن، في حال كانت تلك الفرق في "يومها المناسب" ، إسقاط الرياضي في مباراة، ولكنّ التجربة والأرقام والنتائج أظهرت أنّ الفوز على أبناء المنارة (حتّى اليوم على الأقلّ) ممكنٌ في مباراة ولكن من رابع المستحيلات (حتّى اليوم أيضًا) إسقاط الرياضي في سلسلة كاملة من البطولة، وهذا ما سيكونُ عليه التحدّي في كلّ موسم لكلّ الفرق في لبنان... حتّى إثبات العكس.